رأي حر

أولى معارك القوات وآخر معارك السلطة/ عمر سعيد

أولى معارك القوات وآخر معارك السلطة.

تخوض أحزاب السلطة وبكل شراسة معركة إسقاط القوات، فهل ستنجح بذلك؟!
تخيلوا ماذا سيحصل إن ربحت أحزاب السلطة:
كافة اللبنانيين سينتحرون او يغادرون البلد ونهائيا، وسيقفل لبنان على احزاب السلطة كما اقفلت افغانستان لقرنين ويزيد.
لكن ما الذي يجعل هذه المعركة أولى معارك القوات؟!
إنه الوطن الذي ينتظره كافة اللبنانيين.
الجندي كما الموظف، والمشرد كما المأوي في بيت، الفقير كما الغني من السياديين الذين تنبهوا وبشكل يومي لهذا الحزب الذي يعرف اتجاهه ودربه التي يسلكها.
لن تكون القوات اللبنانية وحدها في معركة الانتخابات، بل ستكون هي المحور الذي سيجمع اللبنانيين.
فالمعركة القادمة ليست معركة طوائف، بل هي معركة هوية.
سيكون إلى جانب القوات الفئة الأكثر انتماء إلى لبنان من كافة الطوائف.
سيحثهم شعورهم بالرجاء والمسؤولية للتحرك إلى جانبها ودعم مشروعها ومؤازرته.
فما الذي يجعل أبي التسعيني رحمه الله يحيي سمير جعجع؟ وما الذي يجعل امرأة بسيطة من طرابلس تهتف بحياة جعجع؟! وما الذي يجعل شيعيا في قرية جنوبية أو في بعلبك يؤيد سمير جعجع؟
وقد كان كل أولئك قبل عشر سنوات يقاتلون ضده، ويتهمونه بالخيانة.
الجواب ببساطة هو البحث عن أقرب مدخل إلى الوطن.
ومداخل لبنان عبر أحزاب السلطة، لم تبلغ القدس منذ ٧٠ عامًا، رغم محاولات شقها عبر بغداد، وجونية، والقصير وحماه، وحلب، وطرابلس، وعرسال.
ومدخل لبنان الرئيسي ليس إلا في ما طرحته القوات اللبنانية وعملت وتعمل لأجله، ألا وهو إنتاج سلطة سيادية قادرة على الفعل والتنفيذ.

أما عن المتحدين ضد سمير جعجع، فما دفعهم إلى توحدهم إلا كثرة تورطاتهم وإيقانهم أنهم ساقطون ولا مكان لهم في البلد.
لذلك هم يتمسكون بالفرس لآخر لحظة.
ولكنهم يتركون عينهم على الأسد.
والأسد اليوم لا يجد له مكانًا، ولا يعرف ممن يقترب ولا عمن يبتعد.
والخليج حزم أمره بانهاء الوضع في اليمن.
والمفاوضات مع إيران لن تقدم لها شيئا، بل ستنتزع منها كل التنازلات.
وعليه إنها فعلًا أولى معارك القوات، وآخر معارك أحزاب السلطة التي تتهاوى، الحي يذكرني غدًا.
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى