اخبار العالم

نتنياهو يطلب من قطر تمويل حماس

تحت عنوان سرّي للغاية، نشر موقع ynetnews المقال التالي:
في رسالة عام 2018، طلب نتنياهو من قطر تمويل حماس
5 أيار، 2024
ترجمة صوفي شماس

في رسالة سرّية أُرسلت إلى القيادة القطرية في العام 2018 ولم يطلع عليها سوى عدد قليل من الناس، حثّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حكومة قطر على تحويل 30 مليون دولار إلى غزة شهريًا. وفي الرسالة، أوضح نتنياهو أن التمويل سيخفض دوافع الجماعات المسلحة هناك لتنفيذ هجمات، ويحافظ على الاستقرار الإقليمي ويساعد في تجنب أزمة إنسانية.
هناك فترتان زمنيتان مختلفتان للتمويل القطري لقطاع غزة، الأمر الذي سمح لحماس بالتحول من منظمة إرهابية صغيرة إلى إمبراطورية عسكرية ذات كتائب وشبكة أنفاق تحت الأرض وقوة نيران جيش صغير.
بين عامي 2007 و2014، زودت قطر حماس بالأموال، بعيدًا عن أي رقابة أو مراجعة دولية، وبدءًا من العام 2014، تم تنسيق التمويل من قطر مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
شكلت حرب 2014 في غزة نقطة تحول. فقد قررت الولايات المتحدة والأمم المتحدة وإسرائيل وقطر بعد فترة وجيزة من الحرب إنشاء نظام جديد تسلّم من خلاله الدوحة 30 مليون دولار شهريًا إلى القطاع الساحلي. وكان من المقرر تقديم نحو 10 ملايين دولار لشراء الوقود اللازم من إسرائيل لتشغيل محطة توليد الكهرباء في غزة، و10 ملايين دولار لدفع رواتب موظفي الحكومة، أما العشرة ملايين دولار الأخيرة فسيتم تقديمها على شكل رواتب بقيمة 100 دولار لنحو 100 ألف أسرة محتاجة في غزة. وكان ذلك في الوقت الذي ترسخت فيه فكرة أن حماس سوف تتراجع عن نيتها تدمير إسرائيل طالما أنها راكمت الحكم والأصول الاقتصادية.
حتى العام 2018، لم تكن الأموال القطرية تُمنح لغزة بشكل منتظم، ولم يتم تسليمها إلا في بعض الأحيان بموافقة من إسرائيل والسلطة الفلسطينية. يقول الدكتور أودي ليفي، مسؤول الموساد المكلف بمكافحة تمويل الإرهاب: “قالت السلطة الفلسطينية إنها لن توافق بعد الآن على تمويل حماس، وبدلاً من السماح للجماعة الإرهابية بالانهيار، قررت إسرائيل اتباع طريق بديل لتمويلها”. حتى العام 2016. وكان ذلك جزءًا من سياسة إسرائيل لشراء الهدوء.
طالبت حماس بتسليم مبلغ 30 مليون دولار شهريًا مباشرة إلى السلطة الحاكمة، وكان من السذاجة الاعتقاد بأن حماس ستوفر الأموال للسكان في غزة.
لم تكن قطر معجبة بالترتيب الجديد، يقول ليفي. فقد كانوا يلعبون لعبة مزدوجة في ذلك الوقت وما زالوا يفعلون ذلك الآن. إننا نتحدث عن أكبر مموّل للإرهاب في العالم، لكن في العام 2018 بدأت قطر تشعر بالقلق من أن تمويل حماس – التي تم تصنيفها كمنظمة إرهابية – من شأنه أن يخلق مشاكل مع المؤسسات الدولية. ففي تشرين الثاني من العام 2018، استقال وزير الدفاع آنذاك أفيغدور ليبرمان احتجاجًا على قرار الحكومة بوقف إطلاق النار في غزة، وأشار إلى أن إسرائيل تصدر قانونًا لحجب الأموال عن السلطة الفلسطينية لتمويل الإرهابيين، ومن ناحية أخرى تسمح بتدفق الأموال إلى الإرهابيين في غزة من دون أي رقابة حول أين تذهب هذه الأموال.
تفهّم نتنياهو المأزق القطري، ووجه رسالته العاجلة إلى الدوحة، لكن المسؤولين هناك طالبوا بمزيد من الضمانات، وكان هناك شعور بأنهم يحتاجون إلى الأميركيين من أجل إبرام الصفقة. عندها وافق وزير الخزانة الأميركية ستيف منوشين – الذي كان مسؤولاً عن تمويل حملة إعادة انتخاب دونالد ترامب وهو يهودي – على طلب من نتنياهو وأرسل رسالة إضافية إلى الدوحة، هذه المرة من واشنطن، يضمن فيها لقطر أن تمويل حماس لا يعتبر تمويلًا للإرهاب. ويوضح ليفي أنه على الرغم من أنه أدار الحرب المالية على تمويل الإرهاب بين عامي 2001 و2016، إلا أنه لم تتم استشارته مطلقًا من قبل القيادة السياسية بشأن تحويل الأموال إلى حماس.
وعلى عكس الإدارات السابقة، خلال حكومتي أرييل شارون وإيهود أولمرت، لم يتشاور نتنياهو مع ليفي على الرغم من أنه خدم تحت قيادته مباشرة، واعترض بشدة على تحويل التمويل القطري إلى حماس، حتى قبل العام 2018، لكن ذلك لم يكن يهم نتنياهو.
في النهاية، أرضت رسائل نتنياهو ومنوشين القطريين وتم تسليم الدفعة الأولى نقدًا في 8 تشرين الثاني 2014، والباقي هو تاريخ لا يزال يتوجب كشفه.
حتى الآن لم يصدر أي تعليق حول هذا الموضوع من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى