رأي حر

معراب والثّالث من أيلول- بقلم عمر سعيد

احتفال الثّالث من أيلول هذا العام أثار فيّ شهيّة الشّهادة. كدت أعود إلى لوحة تحمل أسماء آلاف الشّهداء، أفتّش فيها عن اسمي. كدت أصرخ: لمَ اسقطتموه؟! لولا أن نبّهتني يمين سيّدة، ربّتت على كتفي، لتخبرني أنّها أخت شهيد، وتتأكّد من أنّي من تقرأ له: ” عمر سعيد”. كانت تجلس خلفي.. هزّني ذلك، وكدت أطلب منها أن تحلّ مكاني، فلمَ يتقدم ...

أكمل القراءة »

وداعًا ياس خضر- بقلم عمر سعيد

كان صوته يتسلّل إليّ تسلّل روائح القدّاح والنّارنجي والياسمين المتّكىء على حواف النّوافذ والأبواب في بغداد؛ يوم دخلت طفلاً ما تجاوز الخامسة عشر. كنت فتى عاطفيًّا رقيقًا لا يتقن إلّا الصّمت والدّمع والحنين. عزاز عدنا عزاز.. تغربينا وما درينا الدّنيا ما ترحم غريب.. مجروحين.. كان العراق أيّامها جراحًا مفتوحة على الموت، على الحرب، على الحزن، على الحب، وعلى المساءات التي ...

أكمل القراءة »

رجع أيلول – بقلم عمر سعيد

رجع أيلول. وعاد إليّ برجوعه شعور مهابة الوقوف أما شجرة أسماء الشّهداء الّتي تغطّي جدار قاعة الاحتفالات الصّيفيّة في معراب. أقف أمامها. أمرّ بنظري على أعمدة الأسماء مرّة عاموديًّا، ومرّة أفقيًّا. لا أعرف أحدًا منهم. رفاق، كان الاحتمال كبيرًا، أن أسقط بيد أحدهم، وأعلق في المقلب الآخر لكلّ ما تبقى من موتي في هذه الأرض. لم أفكّر وإن لمرة فقط ...

أكمل القراءة »

نيا والرصاص / بقلم عمر سعيد

. إن الأصبع الّتي تضغط على الزّناد، تعرف أن الرّصاص لا يؤتمن على الحياة. وحدها بذور الياسمين تنبت بشكل طائش على هواها هنا وهناك. نايا.. لم تمت بسبب أخطاء الطّفولة، كالطّفل المغربي الّذي سقط في بئر. نايا ماتت بطلقة. لم تكن رصاصة طائشة. فالرّصاص لا يخرج طائشًا من سلاحه. وما عُرِفَ عن الرّصاص أبداً أنّه عاقل أو حكيم. في بلد ...

أكمل القراءة »

متى علينا أن نتوقّف عن الكتابة؟! – بلقم عمر سعيد

ما من مهارة لا تحتاج إلى تدريبات. حتّى مهارة الصّمت تتطلّب ممّن يمارسها الكثير من التّدريبات، الّتي تمكنه من التّنقل بين مستويات الوعي، الّتي يسعى إليها. كثيرًا ما نسمع كلامًا عن الشّغف، إلّا أنّه يظلّ مجرّد حالة شعور، ما لم ينتقل إلى فعل. تعج المقاهي في زمن المونديال بلاعبي كرة القدم والمحلّلين، الذين يضجون بالشّغف، غير أنّهم جميعهم أبعد ممّا ...

أكمل القراءة »

من يشترى القوّة يقتني الهزائم – بقلم عمر سعيد

إنّ استعراض السّلاح لا يعني بتاتًا امتلاك القوّة. فالقوّة لا تُمتَلك، لأنّها أصيلة حيث تظهر. لم يفرّ يسوع إلى حفرة، ولم يسكن أربعين عامًا في ملجأ، لا يصله إليه أحد. كذلك الحسين، لم ترهبه جيوش العدو وقوّتها ومناجيقها، وعدد السّيوف والأكفّ القابضة عليها. وبشير الجميّل أيضاً ما أخافته جيوش الشّرق قاطبة، يوم جاءت ذئابها تعوي ليلًا. حتى سمير جعجع، جلس ...

أكمل القراءة »

هم لا يريدون مسيحيّين في لبنان؛ هم يريدون أهل ذمّة. بقلم عمر سعيد

هم لا يريدون مسيحيّين في لبنان؛ هم يريدون أهل ذمّة. منذ عقود والممانعة بوجهيها القومجي سابقًا، والمانع اليوم، وهي تحاول إفراغ لبنان من مسيحيّيه الّذين هم أصل فيه وليسوا فرعًا. لا بل إنّ الفرع هي الممانعة الدّخيلة والطّارئة على لبنان والمنطقة العربية بشكل عام. وعلى الرّغم من فشل المشروع العروبجي من جذوره، بفضل القوومجيّين والممانعة، إلّا أنّ مرارة الهزيمة ما ...

أكمل القراءة »

حكيم العاقل والإقامة في الألوان / بقلم عمر سعيد

لا أعرف كيف لمبدع أن يحتمل الإقامة بين الألوان زمنًا طويلًا كالزّمن في لوحته هذه. لقد أطال حكيم العاقل المبدع اليمني الإقامة في ألوانه. ترى ما الذي يراه أثناء نومه، في أحلامه، خلال شروده، وإذا أغمض جفنيه ليعزل نفسه عمّا حوله للحظات؟ كيف يرى الآخر إذا وقف أمامه؟ وكيف ينظر إلى النّاس أثناء تجوّله في الشّوارع والأسواق. ما حاله عند ...

أكمل القراءة »

ملحمة وحديقة عامّة / عمر سعيد

أشجار، وأزهار وطيور، وصبايا وشباب، كلّهم كانوا قوّات. لم يتأخروا في الحضور، وإن تأخّر مجىء الوطن. أنطوان زهرا، شرل جبور، زياد حوّاط، رازي الحاج، إبراهيم الصّقر، شربل عيد، شربل عقل، والكثير من الرّفاق، أتوا إلى حديقة جبيل العامّة، أو أنّهم كانوا هناك منذ أن استيقظ اللّون في شواطئها. المصوّر، والصّوت، والصّمت، والماء، والطّير، والهواء، والحرف كلّهم كانوا أيضًا قوّات. أما ...

أكمل القراءة »

الاحتلال الإيراني ومجاملات البعض/ بقلم عمر سعيد

  لسنا بحاجة إلى شرعة تكفل لنا حقّ مقاومة المحتل. لأنّ ذلك الحقّ تكفله حاجاتنا البشرية، وكرامتنا الإنسانية والوطنيّة. ومقاومة المحتل الإيراني في لبنان، وإن كان محتلًّا على شكل مواطن شريك، تحتّم علينا أن نستحضر، ونستذكر كلّ أفعاله، حتّى نعيَ معنى وأهميّة نضالنا ضدّه، لذا سؤالي هو: هل جاملنا ذلك المحتل عندما قتل رفيق الحريري ورفاقه؟! هل جاملنا عندما قتل ...

أكمل القراءة »