رأي حر

إلى صاحب الصّوت المنكر/ بقلم عمر سعيد

 

ولإنّ الفجور يدلّ على أهله.
لم يخجل بفجوره، حين أطلّ بصوته لعّاناً سابّاً من اتخذ إلى قلب ربه سبيلاً قوله:
“أحبّوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم”
فإن من يصعُب عليه فهم هاتين الآيتين؛ لن يسهل عليه أن يفهم معاني صواني رّحمة رّوحيّة.

ولأنّ الحاقد لا يستوعب أن يصدر عن ذروة النّزف وألألم دعاء:
“رب اغفر لهم، فإنّهم لا يعلمون ما يفعلون”
يصعُب عليه ألّا يَفْجُرَ، وألّا يتّهم
البطريرك الرّاعي بما اتهم.

تؤكّد التّجارب والمواقف يوماً بعد يوم أنّ اللّئام والحَقَدَة تقتلهم المحبة والرّحمة والغفران، لذا يقابلون المحبة بالشّتيمة، والابتسامة بالخناجر.

لم تكن الصّواني صواني البطريرك الرّاعي ليأمر بها، بل إنّها صواني ربه الّذي أمره بالحبّ والتّراحم والتّسامح.

فشكراً للّه على وجود اللّعانين أمثالك، الّذين يؤكّدون لسامعيهم معنى “باركوا لاعنيكم”
ولأنّ الأعداء أكبر من اللّعّانين وبكثير؛ لا يمكن أن يعتبر اللّعّان عدوّاً. فللعداوة قيمها ومعاييرها الّتي تستوقف التّاريخ، فيثبّتها دروساً للبشريّة.

ثق بأنّك لم تزعج أحداً بصوتك إلّا نفسك، وثق أنّك عزّزت في كلّ من سمعك صدق الآية وحقيقتها التّاريخيّة.وقد أكّدتَ وللجميع الفارق بين أن يحمل المرء رسالة محبّة وتراحم وبين أن يحمل لساناً لعّاناً شتّاماً. لا يرقى إلى مستوى العداوة.

مثلك مسكين. ويستحقّ الشّفقة والغفران.
وستظلّ صواني الرّحمة الّتي استفزتك أحد نجدين أنت اخترت نقيضه، إذ أعماك فجورك عن حسن الاختيار، وعن تذكّر تقبيح الله للصّوت المنكر.
#عمر_سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى