رأي حر

إلى فخامة الرئيس… (بقلم عمر سعيد)

ليست رئاسة الدولة مزاجا نغرف منه حيث نريد لنصب به على من نشاء ..
بل إنها ميزان يزن الأمور بقيراط الحكمة والتروي وباجزاء اجزائه .. لأنها إرث كبير لصفحات تاريخ البلاد عبر الأجيال.
ومهمة رئاسة البلاد ترتكز على ترتيب البيت الداخلي ، وهندسة الطرقات وتعبيدها في كل اتجاهات الوطن مهما ترامت أطرافها.
و إذا فرى الغضب والانفعال رأس رمح ، غدا طول ساقه عبئا في يد حامله، و خذله عند أول طعنة يرمي بها، ليرتد على راميه أذىً وإساءة..
وكم يصعب على المواطن ان يرى رأس هرمه ينزل إلى مربعه الشخصي ، وقد خلع عنه عباءة الجمع ولم الشمل والتسامي .
فالذي يبلغ قمة الهرم عليه ان يكون كله جمعًا ، ولا ينبغي ان يقبل الطرح أو التقسيم ..
والعدالة اهم سمات راس المثلث الذي ينبغي ان تمتد نياطه لتشد كل السفوح والجوانب إليه. وكلما كانت النياط اشد متانة في امساكها بالسفوح كلما بقي الهرم مدة أطول .
لكن أن ينزل رأس الدولة إلى حالة انفعال وغضب مهددًا بنبش الماضي، هذا هو ما لا يليق بالعلو والشهاقة .
ومن قاد فريقا لا يقوده بضغائنه وانفعالاته واهوائه الشخصية، بل يقوده بالحكمة والتعالي عن كل ما حدث وقد يحدث فيه من خدش ..
وللبشرية أسوة بعظمائها من رسل السلام والمحبة ..
وأعظم العظات الخالدة أتت على لسان يسوع المحبة وهو يدعو بالمغفرة لمن صلبوه مرددًا : ربي اغفر لهم إنهم لا يعرفون ما يفعلون ..
وفي وقوف النبي محمد عليه السلام عند باب الكعبة بعد فتحه مكة مناديا قريشا سائلا : ” ماذا ترون اني فاعل بكم ؟”
أجابوه : اخ كريم وابن اخ كريم .
فرد عليهم : ” اذهبوا فانتم الطلقاء ! ”

لذلك أنا كمواطن بت في خشية على وطني إذا ما قِيِدَ بالانفعال ورد الفعل ، لا بالتخطيط وتدوير الزوايا ولجم النفس عن هواها لصالح الازدهار .
ومن يمد يده مصافحا، يترك خلفه كل ما منع كفه عن التلاقي فيما مضى ..
وما نكأ الجراح إلا دعوة للعودة إلى والوراء ، وليس في الوراء إلا كل ما يهدد مستقبل أبنائنا وهذا الوطن .

عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى