تحت المجهر

دم حسين شلهوب الذي يستغله جمهور “حزب الله” للتحريض

الاستغلال السياسي والدعائي للحادث المروّع الذي تعرّض له المواطن حسين شلهوب وعائلته على اوتوسراد الجيّة، ليل أمس، برز واضحاً اليوم من خلال بعض التصريحات السياسية والحملة التي أطلقها مناصرو الأحزاب في مواقع التواصل، التي وجدت في الحادث الأليم مطية للتصويب مجدداً على الثورة واستهداف المتظاهرين، حيث وصل بهم الأمر إلى حدّ وصفهم بـ”المجرمين” و”الإرهابيين”.

وبعدما تناقلت وسائل الاعلام تعليق رئيس مجلس النواب، نبيه بري، على الحادث خلال تعزيته بضحايا الحادث، حسين شلهوب وشقيقة زوجته سناء الجندي، وتحذيره من “الانزلاق نحو الفتنة”، أصدر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بياناً اعتبر فيه أنّ “هذا الاعتداء الهمجي والبربري يتطلى خلف الحراك الشعبي والمطلبي”، وهو الموقف الذي تماهى معه مغرّدون مناصرون لـ”حزب الله” و”حركة أمل”، معتبرين أن “الشهيدين هما ضحية ثورة العار التي تشتم وتقتل المواطنين”.

ورغم تضارب الروايات حول كيفية حصول الحادث، ونشر صور لخريطة المنطقة حيث وقع، تُظهر أن موقع تواجد المتظاهرين يبعد عن الحادث بنحو 300 متر، إلا أنّ السعي لتطويع الحقائق بدا جلياً في التعليقات والتغريدات، التي استبقت كل التحقيقات، و”جزمت” بأنّ حسين شلهوب وعائلته تعرضوا “لجريمة قتل” من قبل “قطاع الطرق”، الذين ينتمون إلى “ثورة فيلتمان والاعلام المأجور والأحزاب الميليشياوية”، على حد قولهم.

وفيما يستمر “حزب الله” وجمهوره بفبركة هذا النوع من الذرائع للشحن ضدّ الثورة، أصدر الحزب بياناً اعتبر فيه أن حادث الجيّة هو بمثابة “تهديد للسلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي”، وأنه ناجم عن “اعتداءات مليشاوية تقوم بها مجموعات من قطّاع الطرق تمارس أبشع أساليب الإذلال والإرهاب بحق المواطنين الأبرياء”، داعياً “الجميع إلى تحمل المسؤولية الكاملة وكشف هذه الجريمة الإرهابية ومعاقبة المعتدين”.

“حزب الله” الذي يروّج لحقائقه الخاصة، التي باتت منفصلة، ليس عن بيئته فحسب، بل عن العالم ككل، لم يكن معنياً باستنكار أو شجب ما حصل ليلاً على جسر الرينغ والمناطق المجاورة، حيث وصل به الافلاس السياسي لأن يلقّن جمهوره بأنّ حادث سير من شأنه أنّ يزعزع السلم الأهلي، في حين أن ما حصل على الرينغ، ورغم خطورة كل مؤشراته، لا يستأهل التعليق عليه أو إدانته، بل إنّ الأولوية بالنسبة إليه غضّ النظر عن كل الوقائع والحقائق التي شهدها أحداث الرينغ، والتفرّغ للتجييش ضدّ الثورة انطلاقاً من حقائق لم تحسمها التحقيقات بعد.

وأكثر من ذلك، فللقصة وجه آخر، لم يتكبّد الممانعون المحرّضون عناء الاطلاع عليها. وقد أوجزتها الصحافية والباحثة القانونية، إلهام برجس، في منشور لها في “فايسبوك”، فنقلت عن جمال ترّو، أحد المعتصمين الذين كانوا متواجدين بالقرب من مكان الحادث: “توضيحاً لحادث السير على أوتوستراد الجية، بكل شفافية. بعرف في ناس بدها تصطاد بالماء العكر، وبعرف في ناس بدها تحولها طائفية، وناس بدها تحولها مناطقية، وناس بدها تحرض، ولكن رح ننقل الحقيقة متل ما هي. يلي صار إنو السيارة كانت جاية مسرعة وخبطت بالحديدة يلي حاطتها الجيش اللبناني ليفصل بين المتظاهرين والسيارات يلي بتمرق من هونيك يلي نحنا بالأساس من بعّد عن الجيش والسيارات مئات الأمتار إذا مش أكتر ولحتى الجيش يقول للسيارات إنو ينزلوا من تحت الجسر ويروحوا عالطريق البحري بالجية يلي أساساً نحنا ولا مرة سكرناها لأن مش هدفنا نخنق الناس. ووقت صار الحادث ركضنا لنشوف شو صار ووصلنا وللأسف كانت عم تولع السيارة صرنا نطفي السيارة بإيدينا وكان مارق كميون وقفناه وجبنا منو الطفايات وصرنا نطفي ولكن للأسف صار يلي صار. نحنا في شباب من عنا من برجا صارت تبكي هي وعم تطفي السيارة وشباب إنهارت بعد يلي صار. فرجاءً ما حدا يقعد يكب أخبار ويحاول يعمل فتنة يلي ماتوا نحنا منعتبرهن متل أهلنا وأعز كمان ونحنا بقطعنا للطريق هدفنا الضغط عالدولة مش هدفنا قطعها ضد طائفة معينة أو ضد منطقة معينة. الله يرحم يلي ماتوا ويريحنا من هالسياسيين يلي هم سبب خراب البلد”.

المصدر : المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى