تحت المجهر

الحريري يسلِّم مفاتيح بيروت لحزب الله

رغم أن مقاطعة تيار المستقبل للانتخابات ستؤدي إلى تراجع نسبة مشاركة الشارع السنّي لصالح الهوامش السنّية، ليس في بيروت وحسب، بل في كل الدوائر حيث لـ”المستقبل” حيثية شعبية، فلا تراجع عن القرار الذي اتخذه الرئيس سعد الحريري بعزوفه عن المشاركة في الحياة السياسية. 

ورغم وجود أصوات داخل “المستقبل” وعلى هامشه تحذر من أن غياب آل الحريري في صيدا وفي بيروت، تحديداً، عن المجلس النيابي لن يكون نزهة، ولا يمكن تعويض الخسارة لسنوات طويلة، فإن القرار المتخذ صارم: الهيكل التنظيمي لـ”المستقبل” لن يتحرك لدعم أي مرشح لأي جهة انتمى. نواب الكتلة يترشحون بشكل فردي في كل المناطق، لكن لا غطاء “مستقبلياً” لأي واحد منهم، تقول مصادر مطلعة.

انخفاض نسبة المشاركة
وبيروت عيّنة عما يحصل في باقي المناطق. فعزوف الحريري يؤدي إلى تراجع نسبة التصويت السنّي، ويستفيد منه الثنائي الشيعي وحلفاؤه “الأحباش”. فالشيعة يصبحون الكتلة الناخبة الصلبة الوحيدة في بيروت، يليهم الأحباش ثم فؤاد المخزومي. وبالأرقام، تراجعُ نسبة المشاركة في بيروت إلى حدود العشرين بالمئة، يعني تراجعاً كبيراً للصوت السنّي، الذي يصبح متقارباً مع الصوت الشيعي. وبانخفاض الحاصل الانتخابي إلى ما دون العشرة آلاف صوت سيتمكن حزب الله وحلفاؤه من السيطرة على نحو سبعة مقاعد، أي بزيادة ثلاثة مقاعد عن العام 2018. كما يدخل المخزومي للمنافسة على مقعدين من أصل المقاعد الـ11 في الدائرة، وتصبح حظوظ ربح باقي القوى (المعارضة واللائحة التي يعمل على تشكيلها نواب كانوا كتلة المستقبل) محصورة بالمقعدين المتبقيين فحسب.

المستقبل غير معني
ورغم ذلك، لن يكون “المستقبل” معنياً بالانتخابات، حتى لو أن ترجمة قرار الحريري على الأرض الواقع تعني أنه يسلم مفاتح العاصمة لحزب الله، ليحتكر التمثيل السني في بيروت. وتقول المصادر إن حزب الله مندفع لحكم البلد حتى من دون شريك مسيحي، مكتفياً بالهوامش السنية التي يستقطبها جراء عزوف الحريري. فلماذا يعطى الفرصة بمشاركة تيار المستقبل بالانتخابات؟!

وتضيف المصادر أن المعارضة مثلها مثل باقي الأحزاب والأطراف التي حملت الحريري وزر الأزمة ودفع الثمن وحده. وحتى بهاء الحريري شارك مثل باقي الأطراف، عن قصد أو غير قصد، أو استُخدم بمعنى ما، ضد أخيه. وهذا ما ظهر بعد عزوف سعد عندما انكفأ بهاء عن المشهد الانتخابي. وبالتالي، على الجميع تحمل مسؤوليتهم بتسلم حزب الله مفاتيح البلد. فالمستقبل لن يوعز لأي حزبي للاقتراع لأي مرشح لا في المعارضة ولا للشخصيات السنية التي تنشط مع اتحاد العائلات البيروتية وغيرها، والتي لا تشكل في الأساس قوة ضاربة في الشارع، ولن تغير بالمشهد الانتخابي.

لائحة معارضة بوجوه بيروتية
مصادر مجموعات المعارضة، التي تنشط تحت إطار “تحالف بيروت”، تعول على التحدي الذي يواجهه الناخب البيروتي بأن يقترع لقوى بديلة، فالعزوف في المنزل يوم الاقتراع سيغير طبيعة تمثيل العاصمة في البرلمان لصالح حزب الله وحلفائه. لذا، تعمل على تشكيل لائحة معارضة متصالحة مع بيروت، وتقدم خياراً جديداً في العاصمة. فمسؤولية قوى المعارضة كانت كبيرة قبل الانتخابات ولم تتوحد، وستكون أكبر بعد الانتخابات في حال عدم توحدها.

وتشير المصادر إلى وجود فرصة لتوافق معظم المجموعات على لائحة واحدة تضم شخصيات بيروتية تستطيع الاستفادة من الصوت السني من جمهور المستقبل ومن عائلات بيروتية وازنة. ويفترض أن تحسم الأمور قبل نهاية الشهر الحالي. فتشكيل لائحة لمعارضة جامعة بوجوه بيروتية تحمس أهالي بيروت للمشاركة. وهذا قد يؤدي إلى رفع نسبة المشاركة بالانتخابات، ما يقطع الطريق على الكتلة الشيعية الصلبة لتحديد مصير معظم مقاعد بيروت من ناحية، وترفع حظوظ المعارضة للمنافسة على أكثر من أربعة مقاعد. 

المصدر : المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى