تحت المجهر

حضرة اللص… سعادة الحرامي… سيدي السارق… (بقلم لارا سليمان نون)

الليلة… سأنام على وسادة الفقر… سأودع مغانم الطبقة المتوسطة… وسأشرب كأس جشعكم وعهركم وفسادكم… هنيئاً لكم بالهدف الأول…
الليلة… سأتأمل أطفالي… وأطفالكم… سأحصي هزيمتي ومستقبلهم الضائع… وسأرفع لأولادكم القبعة… اولاد الملوك الذين هُرّبت أموالهم إلى الخارج… بالقوارب والزوارق المحملة بالدولارات…
الليلة… سأمضي ليلتي في غرفة المونة… سأتصارع مع ال ٥٠ كيلو من الطحين الأبيض والأسمر… وكيفية حفظهم لمدة طويلة من الزمن… لأننا حصلنا على ترقية من البلاد برتبة “فقراء”…
سيدي السارق…
الليلة… أحن إلى صوت الصواريخ… ورصاص القناص… والمدافع… آنذاك يا سيدي كانت البطون ممتلئة… كانت المواقف مفصلية…
الليلة… أراكم عراة من الكرامة والشرف… ترندحون وتترنحون في المجالس وانتم لا تزِنون سوى بضعة كيلوغرامات من الدولارات المسروقة من عرق جبيننا…
الليلة… سأسرد لاولادي طفولتي خلال الحرب الأهلية… ومفاصل الوصاية وثورة ١٤ آذار… سأسرد لهم قصص الأبطال آنذاك وقصص الصراصير في يومنا هذا… تلك التي تموت دعساً ودهساً ولا ترعب إلا النساء…
معالي اللص …
أسدني خدمة… إبحث لي عن عمل خارج حدود مغارة العث والفساد… ٢٠$ في النهار… لأن دَخلي في هذه البقعة الجغرافية لا يكفيني اليوم لشراء أكياس نيلون لأتقيأ فيها فظاعة جشعكم…
الليلة… تدوي في أذني مكالمة أحدهم الذي قال لي: أرجوك… لا أريد الطعام والحبوب إذا شحت المساعدات… يكفيني الخبز… لأعيش… وأستمر بالحياة أنا واولادي…
الويل لكم يا أبناء الشياطين… الويل للنور الذي سرقتموه من كهرباءنا… سيتحول إلى ظلمة جهنم… الويل للأموال التي اختلستموها من حساباتنا… يوم حسابكم لعسير جداً…الويل للدَين الذي أورثتمونا إياه… لا لن تهربوا من يوم الدين…
الليلة… سننام نحن الفقراء… على فتات الكرامة والشرف… وستنامون أنتم الأغنياء… على أمجاد بطولات الطفيليات والكلاب…
الليلة… سننام نومة الفقراء في الشوارع… والويل لكم يا أهل الفخامة والسيادة والمعالي… من غضب الله والفقراء… والشارع!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى