تحت المجهر

عصا بعبدا في يد معراب (بقلم عمر سعيد)

أطل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ، الجمعة ١٣ -٣-٢٠٢٠ على اللبنانيين عبر التلفاز متناولاً أحوال البلاد ،
و ختم كلامه بالتهديد بمحاكمة رئيس الحكومة ووزير الصحة ، في حال قصرا في التعامل مع الأزمة الصحية الطارئة في لبنان ، محدداً الإجراءات التي ينبغي على الحكومة اتخاذها ..

سيقرأ الجميع في إطلالة جعجع رسالة مفادها أن الأمور قد وصلت إلى ما لا يمكن الوقوف عنده مكتوفي الأيدي ، فكل شيء يحتمل المماطلة أو التغاضي عنه إلا صحة الناس في ظل هذا الوباء ..

لقد تلقف قائد القوات اللبنانية عجز بعبدا ، وغياب من فيها عما يحصل في البلاد وللعباد ، فاستشعر مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والوطنية ، وأطل ليهز العصا للمقصرين ، شاغلا بإطلالته الفراغ الذي يحل في رئاسة الجمهورية اللبنانية ، لتصبح عصا بعبدا في يد معراب اليوم .

وكانت قد بادرت الإم تي في وقبل يومين ، لإعلان حالة الطوارىء ، وسط تخبط كامل للسلطة التي أفاقت ، لتقول أن الأمر ليس من صلاحيات الإم تي في ، دون أن تسعى للتعاطي مع قلق الناس ومخاوفهم ..

فحكومة قد تركت وحتى الآن حدوداً مفتوحة ، ومطاراً يستقبل طيران دول موبوءة ، و ترهلاً داخلي يثير النقمة ، وتنامياً حاداً في أعداد المشتبه بحالاتهم الصحية دون إعلان حالة الطوارىء في البلاد ، استحقت وبجدارة هزة عصا معراب في وجهها ، والتلويح بها .

فعصا معراب اليوم هي عصا إدارة مدرسة أدركت عدم جدوى طولة البال والتفاؤل مع طلاب كسالى غير مسؤولين ، الأمر الذي اضطرها إلى تجاوز كل الخطوط التربوية مع هكذا طلاب غير مسؤولين .

لتسمتد عصاها شرعيتها من آلام اللبنانيين ومأساتهم وأوجاعهم ، كما استمد إعلان الطوارئ من خلال الإم تي في شرعيته من شعورها بالمسؤولية تجاه شعب ، تركته سلطته يواجه مصيره المجهول وحيداً عاجزاً ،
كما انها تترك القادمين من دول تعاني من كورونا ، يتجولون في لبنان والمؤسسات دون أية إجراءات تحمي الناس من احتماليات إصابتهم المسبقة .

ومن المعروف وعبر التاريخ انه ما من عصا تهتز دون أسباب موجبة ، ولعصا معراب المرفوعة في وجه السلطة اليوم الف سبب وسبب يجعلها محقة وشرعية ، ويجعل رئاسة البلاد اليوم في معراب لا في بعبدا .

عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى