رأي حر

إلى بشير الجميل في ذكراه (بقلم عمر سعيد)


فخامةً إلى الأبد ..
أوتدري يا سيدي لمَ نعانق هذا العناد ؟!
لأن مثلك لا يموت..
ونحن أضعف من أن نخون وصايا سكان السماء ..
لمَ يا سيدي كل الذين يقتلون ، لا يموتون ؟!
أهو الدم يَنبُل إذ يراق ، ام هي الأوطان تنمو كلما اختمر الشهيد ؟!
ظنوا بقتلك يستعيدون القدس ، فسقطت بغداد وصنعاء وطرابلس ونأت دمشق عن الحياة ..
ويكاد يسقط ما تبقى من الوطن
وها هي القدس أبعد ألف الف ألف ليل من الصيفي ، ومن دمك الذي قربوه لربهم ..
وأنت باق على شرفات الضمائر ، تلوح بكفك للرفاق.
صدام مثلك في العراق ، قتلوه عيدا ، لكنه لم يمت ..
ويظل كل صبح يهتف : ” أنا العراق يا عراق !”
ويطعم خبز كفه لكل عصافير العراق .
مذ مُتْتَ قَلَّ الخبز في وطني ، و زاد كل دم نبيل في الرفاق ..
يا سيدي طال انتظار قيامتك ، وهذا الوطن يأبى القيامة ، إن لم تكن أنت البداية والنهاية ، وأنت كل رايات الرفاق ..
سيلومني أهلي في هواك وسنتي ..
وأنا الذي عاندت قومي في هواك ..
وأقمت عند جرحك أخيط بجلدي كل جرح في الوطن ..
ما ذنبي إذ إلهين في السماء اقتتلا ، وقررا الصلح على جثة هذا الوطن ..
أنا لن أحب أي إله ، يجبرني على كره البشر ، ويحرضني على قتل الوطن ..
سأظل أحكي عنك قصص الأمل الذبيح ، وكيف يقتل في وطني كل نبي والمسيح ..
لكنني يا سيدي لن أغدر قلبي بهجرك ..
وسنظل و كل الرفاق ، نحرث هذه الأرض بعظمنا ، ونطعم ضعافه من فتات الجسم حتى يتفتق الصبح عن الوطن.
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى