رأي حر

إلى روح فادي نشأت السلمان (بقلم عمر سعيد)

للمرارة التي ظلت في فمك، وأنت تنتخي النخوة فينا خلال البحث عن أخيك وما تبقى من وطن، دون أن ننتخي، ولا أن يأتي أي منهما.

لصوتك الذي ما اهتز خوفًا، غير أن الحزن أنهك حباله، فتهدل تحت تراكمات حشرجة الوجع.

لوجهك المصر على الوقوف في الشوارع، وعلى الأرصفة، وفي كل زاوية رشحها القاتل لمزيد من الجثث.

لعينيك تعتصران بالغضب والدمع المشتعل والإصرار على الحضور، تشهد على ما قد يسيل من دماء الرافضين للسلاح الأصفر.

لعمرك الذي ما طاب من التعب.
أحاول الكتابة، ولا شيء يضمد ما تفصّد في عروقك من قهر، ولا ما تفتق في شرايينك من غضب.

لكنه الحزن المبهم يجبرني على الكتابة، وقد بتنا في وطن يقيم ما بين يوم ويوم ذكرى لشهيد ضاقت به البلاد.

هل أحذفك مني بدمعة أم استبقيك ذكرى، تظل تنغرز في خاصرتي، ما دمت أسير في الطريق؟!

أربكني موتك، وقد كنت أسائل نفسي عن سر حضورك في الغياب.

لن أعدك بأكثر من الصمت والانكسار، فلطالما تجنبت خيبة الظن في الالتزام، وأصعب الالتزام، أن نقسم للراحلين على الوفاء، وقد يخذلنا الجسد كما خذلك، ولا نبر بالقسم.
#عمر_سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى