رأي حر

الحزن عفوي! بقلم عمر سعيد

الحزن عفوي، لا يحتاج دليلاً يرشده إلى القلوب.
هو يعرف وبنفسه طريقه، فيسلكها.

أولئك الذي استنكروا التعاطف والحزن مع وعلى الطفل المغربي ريان.
أولئك ربما يحتاجون إلى مراجعة دواخلهم، وتمكين وجدانهم، وإزالة الألحية عن أرواحهم.

حين ماتت الأميرة ديانا، أصابنا اهتزاز عاطفي هائل نحن سكان هذا الكوكب، كالذي أصابنا قبل أيام مع ريان..
وقد كانت ديانا أميرة، وبريطانية، وثرية، وقد وماتت بحادث سير كتلك الحوادث، التي تودي بحياة عشرات ومئات يوميا.
فما الذي جعل الأمر مع موتها مختلفا؟
لا أحد يملك تفسيرا أكثر من أن الحزن عفوي، يعرف طريقه بلا تكلف.
والمقدر لريان، أن يصبح وفي آخر خمسة أيام من عمره شخصية عالمية.
لقد عاش سنوات فوق الأرض، دون أن يشع ضوءه، الذي تفجر عن عمق اثنين وثلاثين مترًا، من قعر بئر، زاد ظلمته ضيقه القاتل.
هو الكون هكذا، يلقي بأسراره، لننشغل بها، والعاقل العاقل، والمؤمن المؤمن، من يعتقد بأن الدمع لا يحتاج إلى أكثر من روح محبة.
وأن الحب صوت يأتي من السماء:
إني أحببت فلانًا، فأحبوه!

وأبشع الكراهية، كراهية تحسد ريان على محبة لخمسة أيام، لن يبلغه منها شيء في ذلك القعر الذي غفا فيه.

أما عن أطفال الحرب والمخيمات، فلا أظن أن الأرض كانت خالية منهم قبل الميلاد بقرون، يوم ألقي بيوسف في الجب، غير أن القرآن قد آثر الحديث عن قصته دون سواه، فلم يا ترى؟!
سلوا الله عن ذلك، ولا تسلونا عما لا نعلم من حب وتعاطف.
فالحب يُفضَحُ إذاما احتمل الأسباب.
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى