اخبار العالم

موجة جديدة من الاحتجاجات في إيران تعكس الغليان الشعبي المتفاقم

أعلنت وسائل إعلام إيرانية الأربعاء عن تجمع مجموعات غفيرة من المتقاعدين في العاصمة طهران وعدد من المحافظات الأخرى احتجاجات على تدني الرواتب وعدم تلبية مطالبهم في ظل تردي الأوضاع المعيشية على وقع انهيار العملة وارتفاع التضخم، فيما تعيش إيران منذ سنوات أزمة اقتصادية خانقة سائرة نحو التفاقم.

وعلى الوقع الأزمة الاقتصادية القاسية والمعاناة اليومية التي يعيشها الإيرانيون تتزايد الاحتجاجات، ما يعكس مدى تفاقم الغليان الشعبي وهو ما ينذر بانفجار الشارع في وجه السلطة والنظام في إيران.

وأفاد موقع ‘إيران إنترناشيونال عربي’ أ ن عددًا من المتقاعدين من منظمة التأمين الاجتماعي تجمعوا أمام مبنى المنظمة المذكورة في طهران وطالبوا بزيادة رواتبهم، فيما شهدت مدن أصفهان وأراك وخرم آباد وكرمانشاه تحركات احتجاجية مماثلة.

وأكدت ذات المصادر أن المحتجين طالبوا بزيادة الرواتب، بحيث تكون متساوية مع رواتب المتقاعدين الحكوميين والعسكريين، بالإضافة إلى توفير خدمات طبية مجانية وكافية، وزيادة خدمات الرفاهية واحترام كرامتهم.

وتعيش طهران منذ العام 2018 الذي انسحبت فيه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وعاودت فرض عقوبات قاسية، أسوأ أزمة اقتصادية على الإطلاق تفاقم أكثر منذ تفشي فيروس كورونا الذي أجبر السلطات على غلق البلاد لاحتوائه وهو ما أدى إلى تدهور الأوضاع وارتفاع نسب الفقر والبطالة وانهيار الريال الإيراني أمام ارتفاع أسعار المعيشة.

وفي إطار الاحتجاجات المتصاعدة أفادت تقارير باندلاع احتجاجات في المنظمات الدولية والصناعية الإيرانية تنديدا بأوضاع التوظيف وسوء الأحوال المعيشية، وتأخر الرواتب، حيث اندلعت 7 تجمعات احتجاجية خلال يومي الاثنين والثلاثاء، وفق ‘إيران إنترناشيونال عربي’.

ويشكو كثير من المعلمين في إيران من البطالة، فيما يحتج شق منهم ممن يعملون في مجال محو الأمية على عدم إصلاح وضعهم الوظيفي.

كما نظم العديد من المساهمين الخاسرين في سوق البورصة الإيرانية الثلاثاء أمام مبنى البورصة وقفة احتجاجية ورفعوا شعارات منددة من قبيل “في ذكرى الثورة، موائدنا خاوية”، و”الموت لروحاني”.

بدورهم نظم المعلمون المتعاقدون مع وزارة التربية والتعليم وعمال مصانع وشركات في محافظة مشهد، تحركات احتجاجية على أوضاعهم المعيشية وعدم تحقيق مطالبهم.

ويبدو أن الشارع الإيراني بات يشعر بالضيق من نظام عاجز عن حل الأزمات المتوالية، بل وسلطة منتجة للأزمات بسبب اعتمادها نهجا عدائيا أغلق على طهران منافذها التجارية.

وسببت عزلة إيران في المنطقة وانسداد منافذها التجارية بسبب العقوبات الأميركية وإجراءات الغلق المنجرة عن انتشار كورونا، انهيار الريال الإيراني إلى أسوأ مستوياته مقابل الدولار، إلى جانب تفاقم البطالة ومعاناة كثير من القطاعات الحساسة كالصحة من نقص كبير، خصوصا في ظل تفشي كوفيد-19.

وترجح الأزمات المتناثرة في إيران تعاظم الغليان الشعبي الذي يكبر ككرة النار، مهددا النظام الإيراني باحتجاجات قد لا تقوى على وأدها بالرصاص مثل المعتاد، حيث وُثق للنظام الإيراني تمرسه في قمع الاحتجاجات المتكررة في كل موسم بالرصاص الحي والتفنن في تعذيب المتظاهرين المعتقلين.

وقد شهدت احتجاجات الوقود أواخر 2019 مقتل أكثر من 200 متظاهر برصاص الأمن الإيراني الذي قابل الاحتجاجات بأساليب قمع فضيعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى