تحت المجهر

هل يكون سد المسيلحة أول كارثة؟

“اللبنانية” – رالف حلو

يفرّق فقهاء اللغة العربية بين المطر والغيث، فيضعون المطر في خانة الضيق ويعتبرون الغيث إغاثة من السماء وهذا طبعاً مرتبط بالظروف. تشكّل السدود حلولاً علمية تحوّل المطر إلى غيث من خلال استعمال المياه التي تختزنها خلال فصل الشتاء لتؤمن احتياجات المواطنين خلال أيام الشحّ، ولكن هذه السدود تحتاج إلى دراسات وشروط كونها تتسبب بأضرار بيئية وطبيعية عدا عن كلفتها المادية وذلك لتأمين مردود يفوق الأضرار التي يتكبدها.

ننتقل إلى سد المسيلحة ونتجاوز الجدل الدائر حول جدواه وأولويته في وطن يعاني من طوفان شوارعه من فائض المطر وتعاني أراضيه ومنازله من نقص الغيث، حتى بات خير السماء وبالاً على أهل الأرض.

إستيقظ اللبنانيون على واقع جفاف سد المسيلحة من مليوني متر مكعب كانت قد أعلنت عنها وزيرة الطاقة السابقة ندى بستاني خلال جولة صحافية قامت بها منذ ثلاثة أسابيع على ضفاف السد وكان الهدف منها إسكات الأصوات المعترضة على إقامة السد، علماً أن التساؤل لم يكن حول قدرة السد على تخزين المياه بل حول الجدوى منه، ورغم ذلك، لم يحتفظ السد بالمياه.

أكدت مصادر على اطلاع على جوانب ودراسات سد المسيلحة بأن الموقع مناسب جيولوجياً لإقامة السد لناحية صلابة الأرض وصلاحية الموقع لتجميع مياه الأمطار، وهذا ما يفتح باب الإجتهاد واسعاً أمام احتمال الخلل الفني المرتبط بعوامل عدة تبدأ بدفتر الشروط وكفاءة التلزيم وشفافية التنفيذ لجهة نوعية المواد المستخدمة وخبرة اليد العاملة والرقابة الدورية على الإلتزام بكافة بنود دفتر الشروط.

وختمت المصادر بالمطالبة بالكشف فنياً على السد لاستيضاح الأسباب الحقيقة وإصدار نتائج التحقيق وتحميل المسؤوليات إذا كان هناك من خلل في بنية السد وترك البوابات مفتوحة في هذه الحالة لأن الأضرار التي ستنتج عن امتلاء السد بكامل طاقته الإستيعابية أي نحو ستة ملايين متر مكعب سيهدد المنطقة بكارثة نتيجة انهياره، كما طالبت بإعادة النظر بجميع مشاريع السدود وأولها سد بسري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى