تحت المجهر

جعجع: البعض “تنطّح” بمزايدته فتسبّب بأزمة مع السعودية والخليج على المسؤول أن “يزين” كلامه قبل اطلاق تصاريحه العشوائية

طالب رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع “جميع المسؤولين “زين” كلماتهم قبل إطلاقها باعتبار أننا لا يمكن أن نقوم بأذية مئات الآلاف من اللبنانيين العاملين منذ عشرات السنوات في دول الخليج كافة جراء تصاريحنا غير المدروسة والملقاة بشكل عشوائي”. ولفت إلى أن “وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل يعتبر أنه إما أن يعيّن هو جميع المواقع التابعة للمسيحيين أو أن المسيحيين مغبونة حقوقهم ونحن لا نقبل أبداً بهذه المعادلة لذا فالحل الأفضل للجميع هو اللجوء إلى آلية واضحة للعيينات”.

كلام جعجع جاء عقب ترؤسه اجتماع تكتل “الجمهوريّة القويّة” وتطرّق إلى موضوع مؤسسات الرعاية الإجتماعيّة، لافتاً إلى أن “الجميع شهد في الأسبوع المنصرم احدى هذه المؤسسات التي عمدت إلى الإقفال جزئياً فيما كان وزير الشؤون الإجتماعيّة ريشار قيومجيان في الأسابيع المنصرمة يناشد جميع المسؤولين في الدولة وخصوصاً وزير المال علي حسن خليل، والذي اتصلت به شخصياً في هذا الخصوص، من أجل تسكير مستحقات هذه المؤسسات عن العام 2018، وعلينا جميعاً الإنتباه هنا في أننا لا نتكلّم عن ميزانيات جديدة وإنما أقل الإيمان هو دفع مستحقات هذه المؤسسات إلا أن بعض “النكدين” يطرحون مسألة التأكد من جديّة هذه المؤسسات باعتبار أنهم لا يعرفون إن كانت جديّة أم صوريّة. وناشد رئيس الحكومة ووزير المال صرف مستحقات هذه الجمعيات بأسرع وقت ممكن أي خلال أيام معدودةط.

ووجّه جعجع تهنئة “من القلب” لوزير العمل كميل أبو سليمان على الخطة التي وضعها من أجل تقويم الإعوجاج في ما خص العمالة الأجنبيّة في لبنان وتطبيق القوانين حرفياً آخذاً في الإعتبار الجوانب الإنسانيّة من دون إغفال تطبيق القوانين المرعيّة الإجراء وفي هذا الإطار أعطى المؤسسات شهراً كاملاً من أجل ترتيب أوضاعها القانونيّة الأمر الذي سيفتح الكثير من أبواب العمل أمام اليد العاملة اللبنانيّة وقد رأينا جميعاً على موقع إلكتروني واحد الكم الهائل من العمال اللبنانيين الذين هم بحاجة للعمل، إلا أننا نرى بعض المسؤولين الآخرين الذين إلى جانب كل ما يقوم به وزير العمل “تنطحوا”، في حين أن الجميع يعلم أن المسؤول لا يمكنه اطلاق التصاريح العشوائيّة من دون أن “يزين” كلماته، هؤلاء “تنطحوا” معتقدين أن الأمور تسير بالمزايدات وفي سياق مزايدتهم تسببوا لنا بأزمة مع بعض الدول الصديقة التي تستضيف مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون منذ عشرات السنوات في كل دول الخليج إن كان في المملكة العربيّة السعوديّة أو في دولة الإمارات العربيّة المتحدة أو في دولة الكويت أو في عمان أو قطر أو غيرها من الدول لذا المطلوب من المسؤولين كافة “زين” كلماتهم قبل إطلاقها باعتبار أننا لا يمكن أن نقوم بأذية هؤلاء اللبنانيين جراء تصاريحنا غير المدروسة والملقاة بشكل عشوائي”.

التعيينات

وعرّج جعجع في كلمته على موضوع التعيينات، وقال: “في الوقت الذي يمرّ البلد في الوضع الإقتصادي والمالي المتردي وبالرغم من كل مشاكلنا هناك بعض المسؤولين الذين شغلهم الشاغل هو فقط التعيينات وفي هذا السياق يقولون: “في ما يتعلّق بالتعيينات ما للمسيحيين هو للمسيحيين وما للآخرين للآخرين” وهنا نسأل في أي إطار يأتي هذا الكلام ومن هي الجهة “الطاحشة” لأخذ مواقع للمسيحيين وإعطائها للآخرين؟ وهذه المزايدة على من؟ فالجميع يعلم أن مواقع المسيحيين للمسسيحيين ومواقع غير المسيحيين لغير المسيحيين ولم أر أن أحداً أستولى على موقع أحد آخر إلا أن السؤال الأساس في هذه المسألة هو من الشخص الذي سيتم تعيينه وبصيغة أخرى مَن مِن المسيحيين سيتعيّنون في مواقع المسيحيين ومَن مِن غير المسيحيين سيتعينون في مواقع غير المسيحيين وفي هذا الإطار نحن نرى أن الحل بسيط جداً وما فتئنا نطرحه منذ سنوات إلا أن الظاهر أن المسؤولين لا يريدون اعتماده وهو اعتماد آليّة واضحة للتعيينات وهذه الآليّة كفيلة بأن لا يكون هناك خلافات على التعيينات باعتبار أن هذه الآليّة تفضي بشكل تلقائي إلى تعيين كل شخص في المكان المناسب طالما أن جميع اللبنانيين متفقون على التوزيع الطائفيّ في المناصب”.

واستطرد: “أريد أن أذكّر وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل بأن عليه الإنتباه جيداً إلى أن مقولة “ما للمسيحيين هو للمسيحيين” تعني للمسيحيين ولا تعني أن “ما للمسيحيين هو لباسيل” والمعركة الحاصلة اليوم ليست بسبب أن هناك من يريد انتزاع بعض المواقع من المسيحيين وإنما لأن هناك من يطرح أن المواقع العائدة للمسيحيين يجب أن توزّع على جميع من يمثلون المسيحيين، الحل الأحسن للجميع هو اللجوء إلى آلية واضحة للعيينات حيث يأخذ كل ذي حق حقّه عبر غلبة مبدأ الكفاءة ونكون بذلك قد بدأنا بالإصلاحات المنشودة للدولة وليصل الكفؤ مهما كان انتماءه في أي موقع من المواقع إلا أن محاولة شخص ما حصر جميع المواقع المسيحيّة أو غير المسيحيّة بيده فهذا غير مقبول على الإطلاق”.

“لا شيء يطمئن في موضوع الموازنة”

وتطرّق جعجع أيضاً إلى موضوع الموازنة، ولفت إلى أن “لا شيء يطمئن حتى الساعة في هذا الموضوع ونحن اشتركنا في 20 جلسة في الحكومة من أجل مناقشة الموازنة ووزراءنا كانوا ذات فعاليّة كبيرة في هذه الجلسات والمناقشات التي تضمنتها وحاولنا قدر المستطاع التحسين في البنود التي تم طرحها ولطالما كرّرنا أن موافقتنا على بد ما لا تعني أبداً موافقتنا على الموازنة ككل التي نعطيها عندما يتم الإنتهاء من مناقشتها بشكل كامل باعتبار أنها كل لا يتجزأ لذا سنقوم بالمناقشة بكل جديّة في لجنة المال والموازنة والهيئة العامة في مجلس النواب إلا أن كيفيّة تصويتنا على هذه الموازنة سنتخذ القرار فيه بعد الإنتهاء من كل المناقشات والتوصل إلى الصورة النهائية التي سترسل بها هذه الموازنة إلى الهيئة العامة”.

ولفت إلى أنه “من الأفضل مئة مرّة أن نقوم كلبنانيين بأيدينا بالإصلاحات المطلوبة على أن يتم لاحقاً فرضها علينا من قبل موظفين في مؤسسات أجنبيّة للتمكن من إنقاذ الوضع، وبناء عليه علينا بالعمل بكل جديّة وجهد من أجل إقرار الإصلاحات المطلوبة في الموازنة باعتبار أن الإصلاحات التي تتضمنها حتى الآن هي قسم صغير وبسيط مما هو مطلوب فهي لا تتضمن أي شيء يتعلّق بالإقتصاد الذي إن لم نقم بتحسينه عبثاً نحاول من خلال موازنة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى