تحت المجهر

“اللبنانية” تكشف التجاوزات والتشوهات في وزارة الخارجية

 “اللبنانية” – جانين ملاح 

بعد أن أصبح ملف مكافحة الفساد موضة يلتجئ اليها المسؤولون في لبنان كي يحسنوا صورتهم ويبرئوا أنفسهم من الفساد المستشري في الدولة، بات من واجبنا كسلطة رابعة التحري عن الموضوع لنكشف فعلاً من هو وراء الفشل والسرقة والجوع في بلدنا.

يلعب الوزير جبران باسيل مؤخرا دور المبشر في مكافحة الفساد في لبنان، ويمد أصابع الاتهام في الهواء من دون تقديم أي مستندات فعلية. فمن هو فعلا الجاني على المؤسسات العامة ومن هو الحريص على المالية العامة؟
ينفرد الوزير باسيل منذ العام 2014 بترؤس وزارة الخارجية سواء من ناحية التعيينات أو السفر أو حتى الأمور الادارية فيها. ووفق التحقيق الذي أجريناه، تبين لنا بأنه حين يسافر الوزير في مهمة الى الخارج ويصطحب معه وفدا، يقوم أعضاء الوفد عند العودة بملء استمارة يدونون فيها ما تكبدوه من ثمن بطاقات واقامة مع صورة عن الأختام الموجودة على جواز سفرهم ويتم بعد أشهر صرف المبلغ لهم من وزارة المالية. ولكن باسيل تخطى هذه العملية وأصبح في كل مرة يسافر فيها مع وفد مرافق، يطلب من السفير المعني طلب بدل تمثيل خاص بمناسبة زيارة الوزير، وبهذا البدل يدفع الاقامة في الفنادق والتنقلات والأكل والشرب، وعند العودة يتم ملء الاستمارة لاستعادة مبالغ لم تدفع أساسا ما جعل رئيسة قسم النفقات في وزارة الخارجية تعترض على هذا الأمر لكن مستشار الوزير أسكتها بالقول هذا ما يريده الوزير. 

أما بالنسبة الى الموظفين المحليين الذين يتم استخدامهم في سفرات لبنان في الخارج وهم على غرار السائق والسكرتيرة… وعادة ما يختارهم السفير المعني وتكون موافقة الأمين العام موافقة شكلية، لكن في حالة الوزير باسيل فهو ينفرد في هذه القرارات منذ تسلمه الوزارة. فهو وهو وحده من يقبل أو يرفض استقالتهم وهو من يصرف هذا أو ذاك وهو من يوظف هذا أو ذاك وهو من يقوم بتعيين من يشاء حيث يوجد شغور أو حتى في بعض الأحيان يخلق وظيفة محددة ليعين فيها من يريد وهذا ما حصل في باريس والأونسكو وغانا وبروكسل مثلا.

وتابعنا تحقيقنا لنغوص في ملف القناصل الفخريين، وتفاجأنا عندما تبين لنا بان أغلبية الذين قد تم تعيينهم في الخارج، قد عينوا في دول وأمكان ليست مبررة وليس لها أي رمزية أو حاجة وطنية واللافت أن أغلب من تم تعيينهم هم من أصحاب رؤوس الأموال ومناصرين للتيار الوطني الحر. ولكن في المقابل، يواصل جبران ولأسباب غير واضحة وملموسة بعرقلة وتأخير قبول تعيين القناصل الفخريين الأجانب في لبنان. 

نأسف حين نقول أن وفق تحقيقنا ومصادرنا، لائحة التجاوزات في وزارة الخارجية تطول وتطول، فهل يحق لنا تشويه صورة لبنان في الخارج لخدمة مصالحنا السياسية والخاصة في الداخل؟ بناء على ذلك، نناشدك يا معالي الوزير جبران باسيل بأن تواصل في حملتك في مكافحة الفساد ولكن بدءا بتصويب العلل في وزارة حضرتك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى