تحت المجهر

لأولئك الذين ظلت أكفهم تقبض على أعمالهم، وقد داهمهم الركام. (بقلم عمر سعيد)

لأولئك الذين ظلت أكفهم تقبض على أعمالهم، وقد داهمهم الركام.
لأولئك الذين ما تسنى لهم وقت، لتناول زوادة الطعام التي حملوها في الصباح، وقد قضوا جوعًا، تلوك أفواههم النار والغبار والرجاء بالخلاص.
لأولئك الذين شوت أجسادهم قضبان الحديد وهم بها يستجيرون بالنار من النار.
لأولئك الذين قضوا في أقبية سوداء، لا شيء فيها سوى الدخان، والحرائق، والأنين.
لأولئك الذي كفنهتهم صفائح الصاج، ورمال المرفأ ورماد الوجع المتناثر.
لأولئك الذي لم يتمكنوا من الصفح عمن خذلوهم.
لأولئك الذين ما مكنتهم حناجرهم من قول ما ظل عالقًا فيها تحت الدماء.
لأولئك الذين غرقوا في تراب من غبار وأحلام تحترق.
لأولئك الذين حاول التلويح وداعًا، غير أن دخان أجسادهم حجبهم عن العيون.
لأولئك الذين ما استطاعوا الاستدارة برؤوسهم إلى الخلف.
لأولئك الذين ظلوا هناك، ينتظرون بواخر لن تصل لإفراغ حمولتها. ينتظرون راتب آخر شهر يحول بينهم وبين ذويهم. ينتظرون صديقًا وعدهم، لكنه تأخر. ينتظرون توقيعًا يوسع ابتسامتهم. ينتظرون شمسا تشرق ليرجعوا إلى بيوتهم..
لأولئك الذين لم يعرفوا إلا من خلال سروال أو قميص أو حذاء.
لأولئك .. لأجلهم لأجل ذويهم .. لأجلنا.. لأجلك غدي.. داني.. أشارك في ٤ – آب.
#عمر_سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى