تحت المجهر

الكباش يشتد.. واتفاق مار مخايل الى انهيار (بقلم فادي محفوظ)

تسارعت الاحداث في لبنان ،واشتدت ازمة الحكم بين الرئاسات الثلاث، وتوالت الرسائل السياسية المبطنة بين الجميع ،وخاصةً ما ادلى به مؤخراً النائب ايلي الفرزلي والذي يعتبر مسمار في حكم من كان عضواً رئيسياً في تكتل يسمى لبنان القوي اللذين جعلوا من لبنان الدولة المنهار ة.
من تشرين ٢٠١٩ الشعب يصرخ ،ولا احد من هؤلاء الحكام يشعر فيه فالكل يشد لمصلحته اما مصلحة الشعب ولبنان احداً منهم لم يكترث لها .
فبعدما انهار الاقتصاد، واصبح الشعب يئن ليس من ضائقة مالية فحسب ،وانما من مجاعة حقيقية ضربته ، واصبح عاجزاً حتى عن تامين مواد غذائية مدعومة لاطعام اولاده ،هذا اذا انوجد لديه المال.
جاءنا من يريد ضرب لبنان زراعياً وذلك عن طريق تصدير منتوجات غير لبنانية جاءت من سوريا للبنان الى البلاد العربية والخليجية بالتحديد وخاصةً المملكة العربية السعودية ، والسؤال لماذا لم تصدر من بلد المنتج مباشرةً ؟؟. حيث القي القبض على شاحنات محملة بالرمان في داخلها حبوب مخدرات وهنا السؤال يطرح نفسه : لماذا لم تحبط الاجهزة الامنية هذا العمل مع العلم انا جميع الاجهزة الامنية في لبنان تمتعت وما زالت تتمتع بالامن الاستباقي ؟ .
ابحثوا وراء من يحكم لبنان داخلياً ويسيطر على قراره السياسي تجدوا انه لا يمكن لاحد ردعه والتهريب لسوريا خير دليل على ذلك والدليل القاطع هو ان شيخ معمم منهم قال ان التهريب هو عمل اساسي من عمل المقاومة ….!!!!.
من فمهم ندينهم …!!!!!!!! .
ما حصل يعد جريمة بحق اللبنانيين ،لان ذلك سيقطع مصدر قوتهم فالمزارع لا دخل مادي له الا من خلال ارضه .
لا تلومون دول الخليج وخاصةً المملكة العربية السعودية فكيف تلومونها باقفال الحدود وانتم تصدرون لها مخدرات للقضاء على خيرة شبابها ..
اهكذا نعاير ونلوم ونشتم من استقبل الالاف من ابناءنا في بلدهم ومن ساعد لبنان ليصبح بلداً قوياً؟
لن ننسى دول الخليج ، حتى يومنا هذا ترسل المواد الغذائية مباشرةً للشعب، لان الشعب اللبناني وهذه الدول لم تعد تثق لا بالعهد ولا بهذه السلطة ،ونحن لن نشهد زوراً ولن نقف مع اعمالكم التخريبية وسنتصدى لكم .
في نفس الوقت يطل علينا صهر العهد ليطلع الناس على حقيقة مزيفة بحق القوات اللبنانية اثناء الحرب ، فالكل يعلم ان لولا مقاومة شهداءهم لما كان لا هو ولا عمه ليس بمواقع حكمهم فحسب وانما في لبنان ..!!

الشعب اللبناني يئس ، تعب ،وخاصةً جمهور ما يسمى مقاومة، الذي يغلي غليان جمرات النار البركانية ، فلا التهريب ،ولا القرض الحسن، يعوض عليهم مساعدة شعبهم وجمهورهم ، لذا فالمخدرات هي الطريق الوحيدة التي تؤمن لهم استمرارية اعمالهم التخريبية وهنا السؤال الكبير : الى متى سيبقون يساعدون جمهورهم ؟ فدعم الدولة اخذ يشح ، والعملة الصعبة اصبحت شبه معدومة والدولار المزور في قبضة الاجهزة الامنية ؟.
حتماً جمهور الحزب سينتفض، وسيعلم عندها تيار العهد وحتى العهد نفسه ،ان كذبتهم في تحالفهم واتفاقهم في مارمخايل لم يكن الا كذبة كبيرة، لانهم اوهموا جمهورهم انه كان اتفاق لقيام لبنان واليوم اثبت لهم انه كان في خراب لبنان وانهياره.
لن يصمد ، ولن يرقع ، ولن يجدد، ولن يطور كما يقولوا البرتقاليين.
يا جمهور الحزب ان حزبكم لم يكن يوماً مقاومة وانما كان مسيراً لخدمة مصالح وولاية فقيه تضر بكم دينياً ووطنياً.
القرآن الكريم واضح ،فهؤلاء كاذبون، إنما انتم من قاومتم واستشهد ابناءكم دفاعاً عن ارضكم وعرضكم وكرامتكم ،انتم الكرامة والحزب هو حزب الفرس ،
بالله عليكم راجعوا من ٢٠٠٥ حتى اليوم الحزب هو من استلم الحكم في لبنان ،فاين لبنان اليوم ؟.
لا نقدر ان نعادي جميع الدول بخطاب لم يجلب للبنان الا العار .إن بناء المؤسسات هي الطريق الوحيدة لقيامة الجمهورية القوية .
اما جمهور العهد ….لن اخاطبكم لانكم تحتاجون الى عجيبة الهية، لتعيدكم لرشدكم .
لكن من المؤكد ان خلاف كبير موجود بين الوزير باسيل واعضاء المجلس السياسي في التيار ،لضرورة تغيير هذه السياسة ظهر البعض الى العلن امثال الان عون والبعض الاخر راس العهد فرمل هجتمهم خوفاً من انهيار كبير داخل التيار .
ان محاولاتهم في تصور انهم يمارسون اعمال قضائية علها تجد دليلاً لتبين، لجمهورهم قبل خصومهم فساد في مكانٍ ما ،كشفت كل هذه المحاولات مدى تخبطهم في ادارة الدولة والمؤسسات التي هم على راسها .

مصدر يؤكد لي ان اجتماعاً عاصفاً دار بين الوزير باسيل ووفيق صفا ،وقد ابدى الاخير قلقاً كبيراً على التباين الكبير بين الطرفين، وكان واضحاً انه جرى بين الاثنين تقييم للمراحل السابقة وكانت الملامة ظاهرة بين الطرفين ،حيث تخلل العتاب قساوة في تراشق تهم الفشل بينهم .
حتماً الاتفاق اخذ ينهار ، وحتماً لن يكون هناك تطوير لهذا الإتفاق ، لان الحزب يشعر في مكانٍ ما، انه لم يعد يتحمل غضب بيئته الغير معلن ، وانه بامس الحاجة لتشكيل حكومة ،ولو سوف يكون وزارء الشيعة فيها من غير المقربين له .
نعم انهم في مأزقٍ كبير ، نعم لن تنفعهم لا الكلام الطائفي ولن ينفعهم ، التذاكي على الشعب اللبناني انهم ما زالوا حلفاء ، جمهورهم بدأ يمل من تصرفاتهم،
واللبناني جاع ، ولبنان في مهب الريح.

اختم لاقول لبنان واللبنانيين يحتاجون الى عجيبة حقيقية للعودة الى الجمهورية القوية ، ولكن الذي اصبح مؤكداً ان انهيار الوطن يستمر …وانهيار اتفاق مار مخايل حاصل لا محالة .
فادي محفوظ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى