تحت المجهر

بنك حزب الله أفلس

على الرغم من محاولات إيران تجاوز العقوبات الأمريكية من خلال الإستمرار بدعم ميلشياتها في المنطقة وفي مقدمتها ميلشيا حزب الله في لبنان، لكن الأزمة المرتبطة بتطبيق العقوبات تلقي بظلالها على المافيا السياسية الحاكمة في بيروت لأن الضاحية الجنونية لم تعد مصدراً لإستيراد العملة الصعبة كما يرغب نصر الله بل مستنقعاً يستنزف الحزب إقتصادياً بطرق مختلفة.

وحزب الله كما يعلم الجميع سيطر على الاقتصاد اللبناني بنفس الطريقة التي سيطر فيها على السياسة في لبنان ، وفشلت محاولات نصرالله لوم الولايات المتحدة وآخرين على الإضطرابات الإقتصادية في لبنان ، لأن مؤسسات الميلشيا المالية تعمل على إنشاء شركات مثل محطات وقود الأمانة التي تحاول منافسة الشركات المشروعة والصادقة من أجل إستجرار المال من محطات الوقود وشركات الأدوية لتمويل الحزب وعصاباته في أماكن مثل سوريا واليمن.

وقبل مدة قال وزير الخزانة الأمريكي : إن مئات الملايين من الدولارات قد سربت من خلال النظام المصرفي اللبناني من قبل حزب الله وخلافاً للقوانين اللبنانية ، وقبله ذكر خبراء في إدارة ترمب عن أن عزم الولايات المتحدة على مواصلة محاسبة حزب الله الذي يعتبرونه سرطاناً للنظام السياسي والإقتصاد اللبناني قائم على مبدأ إقتلاع هذا السرطان بكل الوسائل ، وتم بالفعل إستهداف أي مؤسسة مالية تنقل أموالاً لحزب الله ، في إشارة تريدها واشنطن ومفادها ، إن على الحزب أن يبقى خارج النظام المالي اللبناني وعلى نصرالله أن يعي ذلك.

ووفقاً لمطبات الحكومة هذه الأيام وفضائح العهد الفاشل يبرز موقف الدول الغربية بأن لديها ثقة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ، وقد أبدى في أكثر من مناسبة بحسب الـ واشنطن بوست إستعداده أن يقوم مصرف لبنان بكل مايلز حيال العقوبات على حزب الله
والتوقعات في البيت الأبيض بحسب مصدر مطلع لـ فورين بوليسي تقول : إن إدارة ترمب تعتمد على مصرف لبنان وأدواته التنفيذية لضمان أن كل الأصول المرتبطة بشركات تمويل الميلشيا والشركات الأخرى المصنفة قد جمدت بشكل دائم ، وتطرق المصدر إلى الفساد في لبنان من زاوية أحقية اللبنانين بمستقبل سياسي واقتصادي أكثر إشعاعاً وخالٍ من الفساد.

وعطفاً على إفلاس حزب الله ونضوب المال من خزائنه لابد لنا وبحسب مصدر سياسي لبناني أن نتوقف أيضاً عند شروع الدول الأوروبية بإدراج حزب الله على قوائم الإرهاب خلال الأيام الماضية ، إذ يفاقم الحصار الدولي والإدراج على قوائم الإرهاب مشاكل الحزب ويزيدها كون معظم الدول الغربية تجزم بأن حزب الله هو من يمسك بمفاصل الدولة اللبنانية وهو من يمتلك القرارات فيها، وبالتالي سيدفع الشعب اللبناني الذي بات رهينة المفاوضات الغربية الإيرانية الثمن الأكبر.

وكون ميشيل عون رئيس العهد الفاشل رغب مع الحزب بتشكيل حكومة غير حيادية وملتزمة بأمره وأمر نصر الله سيده تعاظم الغضب الغربي تجاه حزب الله ، وأشار عدد من المسؤولين الأوربيين إلى أن لبنان ضيع فرصة جلب حكومة حيادية خارج التمثيل الحزبي لتحميه من عقوبات محتملة ، وكونه من المستحيل الفصل بين الحزب ( الميلشيا ) والدولة اللبنانية فالأمور ذاهبة إلى أسوء مما يتوقعه المعنيون في بعبدا والسراي الحكومي.

المصدر : راديو صوت بيروت إنترناشونال – عبد الجليل السعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى