تحت المجهر

خروج مبكر لباسيل من الحجر السياسي … خرج من القمقم قزماً كما دخل

لم يكن موفقاً الوزير السابق جبران باسيل في مؤتمره الصحفي الذي عقده بعد ابتعاد نسبي عن الأضواء بناء لنصيحة جيّدة تلقاها بغية تحسين صورته، لكن خروجه إلى الضوء من جديد كان مبكراً ومتسرعاً وأعطى نتائج سلبية في أوساط الثوار الذين يتداولون في ما بينهم حول ضرورة وطريقة الردّ على كلام باسيل الذي ألقى المسؤولية على ثورة 17 تشرين من جملة ما تناولهم به.

سواء كانت إطلالة باسيل بناءً على نصيحة أو بقرار فردي، فقد تخللها سقطات وزلّات أثبتت أن الرجل لم يتغيّر وأن انكفاءه في الحجر السياسي كان مجرد تربّص للإنقضاض على فرائسه لا لمراجعة نقدية ذاتية لأدائه خلال السنوات الماضية خصوصاً خلال سنوات العهد والنتائج المترتبة عنه والعبر الواجب استخلاصها.

الإزدواجية في الشكل والمضمون التي ظهر بها باسيل خلال مؤتمره، لعب فيها دور الضحية والمرشد في آن، ضحية الثورة وحزب القوات اللبنانية وتيار المردة وحركة أمل وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، وفي الوقت نفسه كرر مواقف الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في تقديم الإرشادات وتقييم أداء الحكومة وسائر المؤسسات المرتبطة بالوزارات والإدارات واضعاً تياره شريكاً لحزب الله على طريقة شراكتي مع أوناسيس.

يستمر رئيس التيار الوطني في مسلسل ارتكاب الأخطاء والإستكبار والإستغلال الفاشل للأزمات والنكبات التي يعيشها اللبنانيون الذين يحمّلونه المسؤولية الأكبر عما آلت إليه الأوضاع حتى اعتبروا أنه النكبة الأكبر التي مني بها لبنان ودفع ثمنها اللبنانيون وخصوصاً العهد.

أن لا يتغيّر المرء، قد يكون في الأمر قضية ومبادئ ومصالح عامة، لكن على البعض أن يتغيّر ويطور نفسه ويتعلم من دروسه إن لم يتعظ من الآخرين. وفي هذا الإطار، العودة إلى الحجر السياسي يبدو إلزامياً للوزير السابق جبران باسيل على الرغم من صعوبة الحجر الصحي، فالخروج من القمقم مارداً ليس بمتناول اليد.

المصدر: موقع القوات اللبنانية – ليبان صليبا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى