تحت المجهر

مسار أعمال التنقيب والمسح منذ منتصف القرن الماضي

الاكتشاف النفطي في لبنان قديم العهد، على الرغم من محاولات بعض حديثي النعمة في السياسة (الذين يسجلون كل يومٍ البطولات الوهميّة) تصويره على انه انجاز لهم

لا بد من العودة قليلاً الى البدايات، فالدراسة الأولى حول احتمال وجود البترول في لبنان بحسب بعض المصادر تمّت العام 1830، عندما نفّذ العالمان دوموفل بلاكنهورن دراسة جيولوجية غير مكتملة، تلاهما العالم لويس دوبرتريه، الذي أكمل هذه المهمة من دون تحقيق دراسة جيوفيزيائية، تمهّد لحفر آبار تجريبية تحدد كمية المخزون. أما أول عملية تنقيب فعلية عن البترول فقد حقّقتها شركة بترول العراق العام 1948 في جبل تربل شمالي لبنان، وقد اكتشفت الشركة مواداً بترولية ثم طمرت البئر الواقعة عند سفح الجبل من دون أن تُعرف الأسباب.

ويذكر العالم اللبناني الراحل الدكتور غسان قانصوه في أكثر من مقابلة صحافية أن تجارب حفر لاحقة نفّذتها شركة «غيتي أويل» التي كانت تملك نصف «شركة الزيوت اللبنانية». وقد جرى حفر آبار تجريبية في لبنان العام 1953، وثبت بالدليل القاطع، أن أرضنا تزخر بالبترول والثروات المعدنية والغاز، إذ تفجّر الغاز من البئر التي حفرت في يُحمر بطاقة 50 متراً مكعباً في اليوم، تحت ضغط 50 جوية (Atmosphère), ومن ثم طمرت البئر. كما حفرت إحدى الشركات الألمانية العام 1960 لحساب الشركة اللبنانية للزيوت بئراً في منطقة القاع الى عمق 2557 متراً.

ويشير الدكتور قانصوه في مكان آخر الى أن الشركة قد حفرت العام 1963 بئراً في بلدة سُحمر، تفجّر منها الغاز على عمق 180 متراً تحت الأرض على الطبقة الجيولوجية نفسها، الموازية للآبار الغازية في سوريا وتركيا والعراق. كما حفرت الشركة عينها بئراً في منطقة عدلون جنوبي مدينة صيدا.

وفي هذا الإطار قامت شركة إيطالية هذه المرة لحساب الشركة اللبنانية للزيوت العام 1963 بحفر بئرين إحداهما في منطقة تل ذنوب والأخرى في منطقة سُحمر البقاعية. كما جرت محاولات فردية في منطقة عبرين (شرقي بلدة البترون) من قبل شركة ريشارد شاهين بواسطة متعهد محلي.

وأجرت شركات ألمانية دراسات جيوفيزيائية في الهرمل في منتصف القرن الماضي… وتبيّن وجود نفط وغاز. وعاودت شركة بلغارية التنقيب قرب قاموع الهرمل العام 1982، وأكدت تقارير لقوى الأمن الداخلي أن الفريق البلغاري عثر على النفط الخام على عمق 380 متراً

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى