رأي حر

القومية العربية وحكم العريف (بقلم عمر سعيد)


لأكثر من سبعين عاما ، والحكومات التي انتجتها القومية العربية تدير شؤون الدولة بناء على تقارير يكتبها عريف في جهاز الاستخبارات .

وغالباً ما كان ذاك العريف من أنصاف أرباع القراء .
يقضي وقته في مراقبة المثقف والمهندس والدكتور والطالب والاستاذ والمتنور ، ليفيد عنهم بعد عمق دراسة انهم يشكلون خطراً على أمن الدولة..

لذلك قضى غالبية التقدميين والمتحررين في تلك الدول ردحاً من أعمارهم في زنازين الأنظمة القومية العربية.
وهكذا انتشرت نظريات العريف في الأمن والاقتصاد والسياسة ، وراحت تدرس في مناهج المدارس والجامعات فقامت دول على اسس خطط لها ذلك العريف.

وبكل ما تقدم لم ينزل حاكماً عربياً إلى الشارع لمعرفة أخبار الناس ، وكان يكتفي بتقارير ذلك العريف ..

ولكم خاض اولئك الحكام وآخرهم غول دمشق حروبهم ضد شعوبهم بناء على نصائح من ذلك العريف .

ومن الطبيعي أن تكون في ذلك العريف كل الصفات الوضيعة فيكتب مرة للمال وأخرى للحقد وغيرها خدمة لمعلمه أو درءاً لأذى قد يطاله شخصياً.

ولم تكن لذلك العريف أية مشاكل مع العدو الخارجي ، لأن كل همه كان ينصب على حماية البيت الداخلي من العدو الأخطر والذي هو الشعب .

كان هذا حال العراق وسوريا والجزائر ومصر واليمن وغيرها من دول المنطقة.

وعلى ما يبدو أن السيد حسن قد دخل هذه المرحلة ، فها هو عريف حزب الله ينقل له تقارير لا علاقة لها بالواقع ولا الحقيقة ، ليخرج هو إلى الناس مشرحاً وضعاً إقليمياً خطيراً استناداً إلى تقرير ذلك العريف من سوريا إلى اليمن إلى العراق فبيروت.

يا سادة لقد باتت دولكم تغص بالمثقفين والمتعلمين والمختصين، وأنتم لا زلتم تعتقدون انكم صفوة الخلق وأحكم الحكماء وأعرف العارفين ..

وهناك من الناس البسطاء من يقرأ ويحلل على قدر يعدل ما تفعلون بعشرات المرات .

فتوقفوا عن استخفاف عقول الناس .. وتوقفوا عن الاستثمار في من يحيط بكم من الأغبياء .. واتركوا الناس يعيشون بسلام .

عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى