رأي حر

إلى السيد نصر الله .. (بقلم عمر سعيد)

سماحتك تطلب من الناس الدعم ولو بليرة .. ونحن الذين جعلتنا نحتاج الدعم ولو بالدعاء ، ولو بقرش لنتخلص من التركة المرهقة التي زججتنا فيها ..
هل تتوقع اننا سذج إلى هذا الحد لتتجرأ وتطلب منا الدعم ؟
وعلى الرغم من جراتك التي استفزتني كمواطن سأقول لك :
نعتذر منك عن تلبية الطلب .. ولو بقرش .. وإن سالت لم فساخبرك !
إن لنا أسرا تنتظر مفقوديها من عقود ، وتحتاج منا كل فرنك .
إن لنا بيوتا هدمتها حربك العبثية في أكثر من مرة ، وعلينا إعادة ترميمها وبناءها من جديد .
إن لنا اخوة نحبهم ولسنا نشفق عليهم وهم بحاجة لكل قرش لاستعادة الوطن الذي سلبتموه منهم أنتم كسياسيين وجميعا ..
وإن علينا كمواطنين ديونا راكمتموها رغما عن ارادتنا وسنسددها لأجل مستقبل أبنائنا .
ولا تنس أسر الشهداء الذين كان حزبكم بمثابة ( ميديا او ميدي ) التي أكلت أبناءها في الاسطورة .. وخلفتم وراءكم الكثير من الايتام والمعاقين والمعوزين ، الذين تتخلون عنهم عند بوابة الدولة لنتقاسم معهم الذي لدينا ليمشوا إلى جانبنا في طرقات الوطن ومساكله ..
أم انك تظن أن أحدا لا يزعجه ما تركت من آلام .. ؟
وسنحتاج بعض المال لنقيم لك ولمن شاركك محاكم تقتص منكم على صنائعكم ..
ليس المال الذي معنا بقايا رصاص لما تبقى معكم من بنادق .. بل هو بداية أمل لمن قطعتم بهم السبل ..
ولك الخيار في أن تقتلنا وتسلب منا ما تبقى من مال لتطيل به صبطانة بندقيتك التي لم تبلغ إلا صدورنا نحن عشاق السيادة المؤمنين بالوطن .. أو أن تتركها عند مدخل إحدى ثكنات الجيش اللبناني الذي وعلى الرغم من كل السكاكين التي خلفتها المؤامرات في ظهره وصدره لم يتخل عن المواطن والوطن ولو بالحد الممكن طوال كل سنوات المحن .
لذلك جنِبْنا كل تلك الخطب التعبوية التي ما عادت تلامس المسامع ، وحاول ولو مرة ان تقول أن الوطن أشد الاحضان رحمة ببنيه وأكثرها استحقاقا للموت، وأن معارك الطائفية خاسرة وتهزم نفسها ..
ورحم الله من قال ” ما حدا أكبر من بلده ” .

ملاحظة :
ميديا او ميدي هي ابنة أتيس وحفيدة إله الشمس في الاسطورة اليونانية .. وقد قامت بقتل زوجها وأبنائها.
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى