رأي حر

إلى الشّهداء الشّهداء بقلم عمر سعيد

وأنتم تسلكون الطّريق إلينا، باللّه عليكم أن تمرّوا على من وطنوا قلوبهم على الحزن والرّضا، وقد حال بينهم وبين من يحبّون برزخ من لوعة وحرمان، لذا عوّضوا غيابكم بالصّلاة والدّموع والبخور والزّهور!
إنهم أهلكم، يقيمون من عام لعام على أبواب أيلول.
يرشدون اللّه إلى أرضهم مذ صار الموت حياة وخلودًا.

لذا نصبوا في الأرض ما يشير إلى الشّهود؛ حتّى غدت الدّرب سالكة أمام حُجَّاج الحبّ والفرح والضّياء.
يقال: إن أعذب النّوم نوم الّذين غفوا على أصوات من أحبوهم كلّما جنّ اشتياق، لذا أقمنا في كلّ يوم صّلاة، ودعونا الرّيح للرّقص للغناء.
هو ليس رنين نّحاس تستحلبه أكفّ الرّفاق على الحبال، بل إنّه زغاريد سماوات، تُسْكَبُ في كؤوس فوق رؤوس الخاشعين صفوة وانتشاء.
فأنتم من جعلتم سماءنا على هذا العلو والسّمو، ولولا أرض أنتم فيها لما عَلَت فوقنا سّماء بالغناء.
فمحال أن نخلع أرضًا أنتم فيها، ومحال أن نسمح بأن نخفض لنا سماء.
وإن ظنّ النّاس أنّ كلّ التراب تراب، فذا لأنّهم ما دروا أنّ ترابنا يعرج كلّ يوم إلى السماء، وقد توضاء بالنقاء والبقاء والدّماء والرّجاء.
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى