لبنان

الحزب متشنِّج

مع تزايُد التوتّر في خطاب الحزب و الأطراف المقرّبة منه، التي توجّه انتقاداتها نحو القوى السياديّة المعارضة للنزاعات المدفوعة بأجندات خارجيّة، مرتبطة بإيران في المنطقة. يرى نائب معارض أنّ هذه الهجمات لا تؤدّي إلّا إلى تعزيز قناعة المعارضة بصحّة موقفها، في ظلّ الأزمات المتعدِّدة التي يواجهها لبنان و المنطقة. يؤكِّد على ضرورة ثبات المواقف و يدعو الحزب إلى التخلّي عن الأحاديّة و الاستكبار، مقترحاً إجراء حوار مفتوح و صادق حول مستقبل البلاد، بعيداً عن الاعتماد على القوّة العسكريّة التي لا تخدم الشعب اللبناني.

يشدِّد النائب على الحاجة الملحّة لفهم العلاقات الدولية بطريقة واقعية و موضوعية، محذِّراً من مخاطر خطاب الحزب الذي يسعى إلى تبسيط هذه العلاقات أو تفسيرها من خلال نظريّات المؤامرة. بدلاً من ذلك، يجب تحديد السياسات التي تخدم المصلحة الوطنية و تعزيز هذه العلاقات. الاحترام للقانون اللبناني و الدولي و حقوق الإنسان يجب أن يكون في قلب أيّ دفاع عن النفس، و الحماية الحقيقيّة للبنان تكمن في السعي نحو الاستقرار و الأمان من خلال الوسائل السلميّة و هنا تكمن البطولة الحقيقيّة.

حزب الله الذي لا يقبل الرأي الآخر مدعو لحوار نديّ بنّاء لتجاوز التحدّيات التي تواجهه داخليّاً، خاصّة في ظلّ المعارضة الواسعة من قبل الشعب اللبناني لقراراته و سياساته المدمِّرة و الكارثيّة. نجاح هذا الحوار مرتبط بجديّة الحزب و إذا كان لديه نيّة حسنة لبناء مستقبل أفضل للبنان. يؤكِّد النائب على أنّ حماية لبنان و حفظ سيادته يتطلّب تعزيز المؤسّسات الوطنيّة و العمل المشترك مع الشركاء الدوليّين، معتبراً أنّ الأمن و الاستقرار يمكن تحقيقهما عبر الدبلوماسيّة و التعاون، بدءاً من الساحة العربيّة و من ثمّ على المستوى الدولي.

ليختم النائب أنّ خطاب التحريض و التجييش الذي يتّبعه الحزب لا يوصل إلّا إلى مزيد من الثبات لقوى المعارضة و أغلب اللبنانيين على رفض هذا السلاح. الخطاب التحريضي الذي يتبنّاه الحزب يعكس ضعفه الداخلي، حيث إنّ ثبات و تماسك قوى المعارضة يحول دون تحقيق الحزب لأيّة مكاسب قد تأتي على حساب مصالح الدولة. حتى اليوم، يُظهر الحزب استعداداً للمخاطرة بمستقبل البلاد من أجل تحقيق أجندات خارجيّة دون النظر إلى الأضرار الواسعة التي ستلحق بلبنان و شعبه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى