لبنان

لبنان ولعبة زوج الأم – بقلم عمر سعيد


يلعب حزب الله مع لبنان لعبة زوج الأم التي لها أبناء من أب ثري، بحيث يعتقد زوج الأم أنه مهما أساء لأبنائها، فإنهم لن يتخلوا عن أمهم.

تتوسط فرنسا بشخص ماكرون لميقاتي عند السعودية، والذي هو للمرة الثانية رئيس حكومة حزب الله، وذلك طبعا بتنسيق وتذاكي مع ومن الحزب.

فعلى ما يبدو أن تلاميذ صانع السجاد، لا زالوا يعتقدون أن التذاكي مع المملكة، قد يخدم ما يخفونه خلف تذاكيهم الغبي.

فحسمها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبوضوح مع مكرون رافضًا فتح الباب لميقاتي على السعودية.
فلا مساعدات، ولا تطمينات، وليحل ميقاتي مشكلة حكومته وبلده مع الذين يجلس في حضنهم لصالح مشروعهم الطائفي.

فالسعودية لم تعد تأبه بتاتًا للبيت السني اللبناني، لأنه وبكل غرفه بيت لسياسات تبعية لمحور يدافع عن مصالح إيران، وعلى حساب المملكة وكافة دول الخليج، بدءًا من آل كرامة، إلى آل الحريري، مرورًا بميقاتي انتهاءً بالساكنين في زوايا الغرف السنية هنا وهناك.

والذي يقدمه البيت السني للسلاح، يستحيل أن يعوضه من حساب أبناء الأم.
فلقد انتهى زمن استرضاء الخواطر، وطولة البال على هذا وذاك، وما عاد للظروف من مبرر ولا مراعاة.
خاصة وأن جبهة سيادية تشكلت في لبنان لمواجهة المشروع الإيراني رأس حربتها اللبنانيون اللبنانيون، من حزب الأحرار مدعوما من بيت اللبنانيين الأزلي بكركي، والقوات اللبنانية، وكل المسيحيين السياديين.

غير أن السؤال الذي يظل مهما علق في الحلق، يلح على النطق به:
لماذا لم يبادر إلا المسيحيون إلى تشكيل هذه الجبهة؟! وأين كانت القيادة السنية من هذه الجبهة؟!
الجواب لمن ينتظره موجود في التاريخ.

لذلك كان رد ولي العهد السعودي بالرفض على مبادرة مكرون، عملا بالقاعدة القائلة من جرب المجرب كان عقله مخرب.

أخيرًا لم يعد بالإمكان المراهنة على البيت السني بقياداته في السعي إلى السيادة، ولم يبق أمام السنة السياديين الأحرار بمواطنتهم إلا إجراءان:
– الرهان على أنفسهم كأحرار.
– والعمل بشكل مباشر مع الجبهة السيادية التي تشكلت اليوم بدعوة من الأحرار.

فالبيت السيادي اللبناني واسع ورحب، وكل المؤشرات تشير إلى رهان الداخل اللبناني والمحيط العربي على هذا البيت.

ونحن على أبواب الانتخابات، فإن مرشحين كثر سنة في لبنان بعد أن فقدوا البوصلة، ما عادوا يهتدون إلى قبلة يأتمون بها..
فقريطم إلى مزيد من العزلة، ودار كرامي لا تشد الرحال إليها، ودارة ميقاتي لا نار يستضاء بها..
وعليه قد تزدحم طريق معراب والجبهة السيادية مهما اتسعت، غير أن هذه الطريق لن تكون سالكة إلى لمن آتاها لبنانيا، وقد وجه وجهه للدولة، وبموقف صريح من الدويلة.

أخيرًا لن يتمكن حائك السجاد من فك الحصار عنه، مهما ابتلع من عواصم غير مؤثرة في الوطن العربي إلا إذا قرر اتباع “القصواء” تلك الناقة التي قال فيها رسول الله:
” خلوا سبيلها، فإنها مأمورة”
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى