لبنان

أكثرية فاعلة وأقلية دون فاعلية

تدور حركة بلا بركة حتى الآن حول الإنتخابات النيابية المطروحة مبكرة اليوم والتي ستصبح مدار شك بعد حين لناحية حصولها في وقتها.

المطالبون بالإنتخابات المبكرة وعلى رأسهم “القوات اللبنانية” التي تعتبر أن الإنتخابات النيابية هي الخطوة الإلزامية الأولى لبداية التغيير الجذري في المشهد السياسي الحالي لمحور الممانعة والذي نتج عنه مشاهد مخزية ومذرية على الصعد المالية والنمو الإقتصادي والوضع الإجتماعي والمعيشي وآخرها وأخطرها اليوم على المستوى الصحي، ويؤكد أصحاب هذا الطرح بأنه إذا كان إنتاج أكثرية سياسية جديدة صعباً فالإنقاذ على يد الأكثرية الحالية مستحيل.

سياسي سيادي معتزل عن يوميات السياسة اللبنانية وغير مقرّب من القوات اللبنانية، أيّد نظرة القوات دون أن يعترض بالمطلق على الموقف الذي يشكّك بإمكانية التغيير من خلال الإنتخابات فقط بل ضرورة أن ترافقها خطوات تحالفية صلبة وقادرة على ممارسة أكثريتها النيابية لإعادة إنتاج السلطة.
وتوسّع السياسي في شرح نظرته من خلال إعطاء مثل عن الأكثرية الحالية القادرة على الإمساك بزمام الأمور رغم الفشل الذريع في ممارسة السلطة، وأردف بأن سبب قوة هذه الأكثرية يكمن في قوة قائدها أي حزب الله القادر على ضبط العلاقات بين أطرافها عندما يقول كلمته واتخاذ الخيارات التي تصب في مصلحته حتى لو أتت على حساب الأطراف التي تدور في فلكه.

وعاد السياسي نفسه إلى تجربة حكومة السنيورة التي تشكّلت في العام ٢٠٠٥ وصمودها في حرب تموز وبعد استقالة وزراء ٨ أذار كما في “التبليط” في وسط بيروت وحصار السرايا، ولم تسقط تلك الأكثرية إلا في اتفاق الدوحة بعد أحداث ٧ أيار، وهذه التجربة كافية للدلالة على قدرة الأكثرية السيادية على ممارسة السلطة بوحدة الموقف وعدم المساومة، وأنهى بالقول بأن القوات اللبنانية قادرة على لعب الدور الذي يلعبه حزب الله على الجهة المقابلة، من هنا فالدعوة إلى الإنتخابات النيابية يجب أن تترافق مع قيام جبهة معارضة وازنة وموحّدة الأسباب والأهداف والوسائل، ومتى تأمنت هذه المبادئ وحتى لو لم تجرِ الإنتخابات النيابية ولم تأتِ أكثرية جديدة، فالأقلية بإمكانها عندئذ تشكيل معارضة فاعلة تواجه المخاطر الكيانية والميثاقية والدستورية الآتية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى