لبنان

إلى السيد علي الأمين (بقلم عمر سعيد)

لست أؤمن بالسياد، لكنك سيد بما تحت العمامة، لا بها.
والسيادة تبدأ بالرأس، لا بسواه.
وكل الذين تعمموا هم دونك من العبيد.
عممتهم الفجوات المظلمة في نفوسهم وقلوبهم.

أما أنت فقد عممك عقلك السيد.
عممتك مواقفك السيادية، تلك التي جعلتك آخر مآوي الرافضين لبيع أمعائهم وإن خوت عقودا.
عممتك خطاك العغيفة وضح النهار بين أهلك وإخوانك وأبنائك وأصدقائك، تلك الخطى التي هزمت خطى تدججت بالباساطير العسكرية تطحن عظام الأطفال والأبرياء، وتحمي الفاسدين المؤلهين.
عممك طينك الإنساني الذي لا تؤمن بقدسيته على حساب قدسية نور الرسالة يشمس قلب الإنسان، يهزم صدوراً قيحها الظلام بالتهديد والإقصاء والتضليل.

عممتك ثوابتك التي ما زاحت أبدا عن مسالك الاستقامة والالتزام بالإنسان، طريق عبدها أمثالك بالنقاء والوضوح، طريق لا يسلكها إلا مشاؤو النور والنهار، طريق تعمي بضوئها الساطع عيون من أقاموا في الدهاليز والأقبية التي ما ألفت يوماً إلا السحرة والمنجمين.

علي وأمين أنت برفعتك عن استباحة عقول المساكين ببقايا الخبز والطعام والأمن الرخيص.
علي وأمين أنت بوقفتك في وجه أسلحة تخير العزل بين الفاسد والقاتل.
لست وحدك في تجذرك الأرزوي.
فلكم هزم الصوت ألف مدفع، ولكم أخرس هدوء الكلمات أزيز الرصاص..
معك وإلى جانبك وأمامك، لاخلفك في ثورتك اللاعنفية ضد غيلان الموت الأسود.
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى