لبنان

العراق يحطم أحلام “الممانعة”.. ويكشف عزلة حكومة “حزب الله”

تحاول الحكومة اللبنانية الإيحاء ان عزلتها كسرت من بوابة العراق بعد استقبالها وفداً رفيع المستوى ناقش مع المسؤولين اللبنانيين العديد من الجوانب السياسية، الا ان مصدر عراقي رفيع المستوى يؤكد ان “العراق يبذل جهود كبيرة لمساعدة لبنان شرط اجراء إصلاحات جوهرية تعتبر مقبولة من الأشقاء العرب والمجتمع الدولي”.

وكشف “ان حزب الله اللبناني هو من سعى لترتيب زيارة الوفد العراقي للبنان، الا ان الحكومة الحالية لن تتخذ أي قرار يعرقل تقدم العلاقات مع الدول الخليجية في ظل حكومة مصطفى الكاظمي”، مؤكداً ان أي دور للعراق في لبنان لن يكون بعكس إرادة المجتمعين العربي والدولي، مشدداً ان العراق اليوم يأخذ تدريجياً مساراً معاكساً عن الذي وضع فيه سابقاً نتيجة إمساك المليشيات الإيرانية بمفاصل السلطة فيه، داعياً لبنان للسلوك المسار الجديد الى جانب العراق والشرعية الدولية.

العراق لن يوافق

ويؤكد المصدر العراقي ان كل ما يتم تداوله عن ان العراق مستعد للعب دور الوسيط لتمرير النفط الإيراني الى لبنان عبر الممر البري او البحري لن يصل الى خواتم سعيدة، مشيراً الى ان “حزب الله اللبناني يطمح ويعتقد ان الحكومة الحالية كسابقاتها ويستطيع تمرير مشاريعه عبر حلفائه”.

وجزم المصدر ان العراق لن يقدم على السماح لتتحول ارضه الى ممر للسوق الإيرانية باتجاه سوريا ولبنان، وذلك رغم الضغوطات الكبيرة والتهديدات التي تصدر عن المليشيات التابعة لإيران، مشدداً على ان “الوفد الذي زار بيروت لا يزال متأثراً بالواقع السابق ويعيش حالة الانكار بان هذا امر لم يعد قائماً والعراق يتفلت من السيطرة الإيرانية”.

وفي المقابل لا يزال بعض المسؤولين في لبنان يعولون على ان مشروع المقايضة الذي طرح تحت عنوان “النفط مقابل الغذاء”، لن يمر وان العراق على المستوى الرسمي لن يقدم سوى على اتفاقيات رسمية بين البلدين وفق المعايير الدولية للتجارة، كما انه من الواضح ان حكومة الكاظمي لن تضرب عرض الحائط الإنجازات التي تحققت على مستوى تحقيق سيادة العراق عبر لجم مليشيات الحشد الشعبي واستعادة علاقاتها الدولية من أجل حزب الله وحكومته.

لماذا يختلف الكاظمي عن دياب؟

لا يختلف كثيرين حول أوجه الشبه العديدة بين مجريات العملية السياسية العراقية واللبنانية، ففي الدولتين سيطرة إيرانية عبر ميليشياتها على مفاصل السلطة، إلا ان الفرق الواضح هو الحكومتين القائمتين في البلدين، فالحكومتين اتيتا على وقع ثورة شعبية تطالب بكسر الاحتلال الإيراني،

ولكن في لبنان جعل رئيس الحكومة حسان دياب من حكومته واجهة لحزب الله، في حين ان الكاظمي عكس المزاج الشعبي وأقدم على ثورة واكبة الشارع، ونجح باختبار استقلالية الحكومة واظهر نفسه صاحب قرار وسيادة، اما دياب فتسبب للبنان بكارثة حيث يشهد عزلة لم يشهدها لبنان من قبل.

ولا يختلف كثيرين بنظرتهم حول فشل حسان دياب الذريع بإحداث أي ثغرة في الجدار، ولعل ما يجزم فشله تصاريح حلفائه قبل خصومه والذين باتوا يرون في تلك الحكومة عبئاً ثقيلاً ولكنها الخيار الوحيد لأن حزب الله لن يجد “مطية” شرعية له أكثر من هذه حكومة الدمى.

المصدر: راديو صوت بيروت إنترناشونال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى