لبنان

باسيل يطرح حكومة دياب لـ”البيع”

هناك من يريد أن يطرح حكومة حسان دياب للبيع. ليس حزب الله بالتأكيد. فهو متمسك بها ويريد لبقائها أن يطول. مساء الثلاثاء 30 حزيران، وبعد جلسة مجلس الوزراء التي تخللها اعتراضات كثيرة، من وزراء محسوبين على التيار الوطني الحرّ، معترضين على الأداء الحكومي.. توجه عدد من الوزراء إلى منزل الوزير السابق جبران باسيل. وهم نائبة رئيس الحكومة زينة عكر، وزيرة العدل ماري كلود نجم، وزير الطاقة ريمون غجر، وزير الشؤون الإجتماعية رمزي مشرفية، وزير الداخلية محمد فهمي، وزيرة الشباب والرياضة فارتيني أوهانيان. والهدف من اللقاء هو الضغط على الحكومة، والاستمرار في عملية التبرؤ منها.

المسابقة
هناك من يريد أن يتبرأ من دم الحكومة، ويكرر تجربة لا تزال ماثلة في الأذهان، مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، التي سارعت بعض القوى السياسية المكونة لها لإسقاطها، وبيع سقوطها للمملكة العربية السعودية يومها. وقد تسابق حينها ميقاتي مع ميشال سليمان ووليد جنبلاط على من يسارع لإسقاطها.
اليوم هناك من يسارع لإسقاط الحكومة وبيعها للأميركيين هذه المرة، بعد جملة مواقف تصعيدية من قبل مسؤولين أميركيين، عبروا عن عدم رضاهم عن هذه الحكومة، بسبب عدم جدواها وبسبب سيطرة حزب الله عليها.

بوجه غازي وزني
المشكلة التي افتُعلت في الجلسة، وخصوصاً مع وزير المال غازي وزني، وتحميله مسؤولية عدم الحماسة لإنجاز التدقيق المالي، كانت محضرة سلفاً. اعتبر وزني أنه لا يمكن الذهاب في هذا الخيار، خشية تسريب المعلومات المالية للخارج وللعدو الإسرائيلي. في المقابل، كان هناك من يضغط في سبيل عدم قبول استقالة مدير عام وزارة المال آلان بيفاني. الأمر الذي اعتبره غازي وزني تجاوزاً للقانون وله ولصلاحياته. واعتبر أنه بحال حصل شيء من هذا القبيل، فهو سيستقيل. على هذا الأساس تقدم الوزراء المحسوبون على التيار الوطني الحرّ بأطروحاتهم الاعتراضية، ولم يوفروا الحكومة من هجومهم.

جاء الخلاف بالتزامن مع  تحذير وجهه تكتل لبنان القوي للحكومة والطعن بإنتاجيتها، مثّل رأس جبل الجليد بين الحكومة وبين التيار الوطني الحرّ. لا ينفصل ذلك عن خلافات عاصفة في صفوف تكتل لبنان القوي وفريق رئيس الجمهورية وجبران باسيل. بدأ انكشاف رأس الجبل باستقالة آلان بيفاني، وبلقاء آخر عقده أحد المستشارين العاملين على الخطة الحكومية برئيس الجمهورية، شاكياً إياه أداء رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان.

المزاد..
تزداد الخلافات داخل بنية الفريق الواحد. المستشارون يعارضون الوزراء، ويعارضون لجنة المال والموازنة وأرقامها. وزراء آخرون من الفريق ذاته يطالبون بالانطلاق في المفاوضات مع صندوق النقد من أرقام خطة الحكومة. توتر صفو العلاقة بين فريق باسيل وفريق رئيس الحكومة. ومنذ أيام، يعمل التيار الوطني الحرّ على تسريب أجواء اعتراضية على الحكومة وأدائها، وذلك لطرحها في مزاد تحسين العلاقة مع الأميركيين وتقديم أوراق الإعتماد لهم.
حزب الله متمسك بالحكومة، لم يحن أوان سقوطها بعد، وإذا ما كان لا بد من ذلك، فهو من يقدم على هذه الخطوة، ولأسباب أكثر بعداً من الأسباب التي يريدها باسيل أو غيره. إذا ما مضى باسيل في مسعاه لإسقاط الحكومة، سينعكس الأمر سلباً على علاقته بحزب الله.

أمام كل هذه التطورات، كان حسان دياب يسأل محيطه ومن تواصل معهم حول ما يجري، وما الذي يدفع باسيل إلى التصعيد بوجهه، عاد إلى التظاهرات السابقة والتي اعتبر أن حزب الله حرّك فيها الدراجات النارية وجمهوره، وسأل إذا ما كان هناك تخلٍّ عنه. وصلته رسالة الطمأنة مجدداً، لكنه اعتبر أن تصعيد باسيل يستهدفه.
لا بد من انتظار مشاهد كثيرة، وتطورات مثيرة.

منير الربيع – المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى