لبنان

إلى السيد علي الأمين. (بقلم عمر سعيد)

يا سيدي ..

لا تليق العباءات السوداء إلى بضياء وجهك المنير ..
وأجمل العمائم السوداء عمامة استقرت فوق رأس حر، أدرك عظمة الحق.

لم ألتقك إلا عبر أقوالك..
وكان ذا كفيلا بجعلي أعرفك عن حق.

والأحمق من ظن أن الحر يمسك على لسانه !

وأجمل ما فيك أيها الحر الإنسان أنك بلا إصبع تهزها في وجوه الآخرين ..
وكلنا يعلم لما أنت بلا تلك الإصبع..
فما حاجتك إليها وصنعة العقل في شفتين تطبق عن الصراخ.

والعاقل يأتي إليك..
يأتيك لا لدولارك، ولا لبضائعك المدعومة على حساب أصحاب الأرض الأبرياء..
بل لأنك صوت الحب يصدر عن جوهر الإنسان.. ولأن صنعتك اختراق الأرواح إفساحا للنور..

وميزة الحر إن تحدث بحنو، لامست روحه أطراف الأرض، مهما تناىء المصغون.

وأزمة العبد في صراخه وتهديداته..
يزبد، ويملأ الفضاء عويلاً..
وصفة الذئاب إذا جاعت علو الصوت بالعواء.

لا بأس إن كنت يوسف عميلا، أحبه أبوه؛ فأحبته السماء..
فقاع الجب أرحم من عروش الجبناء ..

والمؤمن الحر يهدد الظلم وإن تسلح بألف ألف من الغرباء ..

ما أظنك حائراً في حكمهم، لأنك أعلم الذين أدركوا :
أن من جب يوسف ولدت مصر
ومن مهد يسوع فاض النور.
ومن غار محمد خرجت رحمة للتائهين.

وغدا ما هم .. ومهما تكثف ظلام السجن
سيطل علينا وطن في ولادة توحد الأرض تحت أقدام احرار السماء.

عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى