لبنان

انتصرت القوات لأنها انتصرت فينا لا علينا ! (بقلم عمر سعيد)

 

لم تكن القوات اللبنانية شجرة حور تدعي أن بامكانها أن تثمر الدراق.
ولكنها استنبتت ارادتها أشجار ارز تعصم صنين من الأنزياح، فبقي صنين وبقيت.

انتصرت القوات لأنها لم تدعِ القضية، بل كانتها..
انتصرت القوات لأنها لا زالت تحفظ عظام شهدائها في قبور مقدسة، لا في حسابات في البنوك تربطها بسعر صرف الدولار والتحالفات الإقليمية.
انتصرت القوات لأن سجناءها فضلوا سكنى الزنازن والظلام على المساومات التي يحملها النور الأسود.
انتصرت القوات لأنها لم تملأ المناصب في جعب السلاح، لتستدبدلها في سوق المصالحات.
انتصرت القوات لأنها لم تفصّل تحت بطانة البدلة الزيتية جيوبا للمال المنهوب.
انتصرت القوات لأنها لم تقدم على لبنان والدولة سلاحها الذي اشترته بدماء آلاف الشهداء.
انتصرت القوات لأن شهداءها ماتوا فرحين بسقوطهم على حدود القضية.
انتصرت القوات لأنها تقاسمت الرغيف والدواء والجرح والدموع مع أهلها بكل إخلاص.
انتصرت القوات لأنها أبقت عينيها على الأرض والإنسان، ولم تحولها إلى البحث عن ممر للوصول.
انتصرت القوات لأنها وضعت تضحيات ودماء الواقفين في سمائهم في رصيد أجيال المستقبل لا في جيوب قادة الأمس.
انتصرت القوات لأنها أفسحت للمسجد مقرا بجانب الكنيسة، وقد وضعت الاثنين عن يمينها وشمالها.
انتصرت القوات لأنها صدقت مع نفسها، وفي الكل المواقف التي أناخت لها الأنا.
انتصرت القوات لأنها سلكت دربا لا تعرف سواها للوصول إلى الوطن، دربا تحترم الخصم كما الصديق، دون أنت تفلت من قبضتها يد الوطن.
انتصرت القوات لانها لم تعد الناس بما ليس في جعبتها.
انتصرت القوات لأنها انتصرت على نفسها قادة ورفاقا في كل الرهانات والمعارك المفروضة.
انتصرت لأنها انتصرت على ضعفها بجرأة الاعتذار والعمل وتفضيل السير حافية على انتظار وصول احذية المحاور.
انتصرت القوات لأنها انتصرت فينا لا علينا !
فنحن الوطن
وأول الانتصارات وآخرها هو الانتصار للوطن لا عليه.
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى