اخبار العالم

اشتباكات بين فرقتين من الجيش السوري تتوقف بعد وساطة روسية..

تعرض ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد لضربة كبيرة وجهتها له روسيا بعد اشتباكات وقعت بين فرقتين من الجيش السوري النظامي.

فقد أوقفت وساطة روسية أمس السبت 27 يناير/كانون الأول اشتباكات عنيفة وقعت الأسبوع الماضي بين القوات التابعة لماهر الأسد وتلك التابعة لسهيل الحسن المشهور بلقب النمر، في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي.

اشتباكات وقعت بين فرقتين من الجيش السوري قرب جبهة الصراع

واندلعت  الأسبوع الماضي قتال بين ميليشيا «الدفاع الوطني» و»الفرقة الرابعة» التي يقودها ماهر الأسد من جهة، و»الفيلق الخامس» و»قوات النمر» من جهة ثانية.

والمنطقة التي وقعت فيها الاشتباكات قريبة من الجبهة مع قوات المعارضة السورية في ريف حماة.

ولكن الاتفاق الذي أبرم في نقطة مراقبة روسية يعد هزيمة لماهر الأسد الذي كانت قواته ذات نفوذ خاص في المنطقة، خاصة أن كثيراً من أعضائها من أبناء المنطقة.

والسبب هو أن الترتيبات التي تضمنها الاتفاق تقلل نفوذ قوات ماهر الأسد لصالح القوات التابعة للنمر.

ولكن لماذا سيغضب الاتفاق إيران أيضاً؟

ويشكل الاتفاق أيضاً هزيمة لإيران في صراع النفوذ الذي تخوضه مع روسيا داخل سوريا.

إذ تدعم إيران قوات الفرقة الرابعة وميلشيات الدفاع الوطني التي تراجع نفوذها وفقاً للاتفاق.

و اتفق الجانبان على تنفيذ عمليات انتشار جديدة في كامل جبهات القتال في سهل الغاب، بإشراف «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا، وذلك على حساب الميليشيات التي تدعمها إيران.

ومنذ البداية ما سبب صراعهما رغم قربهما من الأسد؟

واندلعت هذه الاشتباكات بين قوات النظام المدعومة من قبل إيران وروسيا، في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي بسبب تصارعها على النفوذ في القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس مع قوات المعارضة في المنطقة.

 ووقعت الاشتباكات الأعنف في قرى وبلدات الحرة، والكريم، والبارد، والرصيف، والجديدة، وتل التوبة، وغيرها من القرى والبلدات في سهل الغاب القريبة من خطوط التماس مع المعارضة.

ويوصف ماهر الأسد بأنه رجل إيران في سوريا.

إذ أن الأمر لا يقتصر على ولاء ماهر الأسد لإيران، بل وصل الأمر إلى أن فرقته العسكرية تضم مليشيا عراقية شيعية مثل «لواء الإمام الحُسين»، وقوام عناصرها من العراقيين والإيرانيين المُتعاقدين مع اللواء، الذي يتبع لوجستياً وعسكرياً وإدارياً «الفرقة الرابعة».

أما سهيل الحسن فهو قائد بجيش النظام، يلقب «بالنمر»، ويشتهر بإصدار أوامر الهجمات الوحشية على المدنيين، ويعتمد عليه الأسد في العمليات العسكرية المفصلية، ومنها تلك التي شنتها قواته على الغوطة الشرقية بريف دمشق في فبراير/شباط 2018.

ووصفت مجلة دير شبيغل الألمانية -المدرج على قائمة العقوبات الأوروبية- بأنه مجرم حرب، وأشارت إلى أن الرئيس الروسي بوتين يحاول إعداده كخلَف محتمل للأسد في حال كان مضطراً لإسقاطه كجزء من تسوية تتم في سوريا.

والنتيجة.. الفيلق الخامس يقود الجبهة على حساب فرقة ماهر الأسد

اللافت أن الاتفاق بين الفصيلين التابعين للنظام السوري، تم توقيعه بين الميليشيات في نقطة المراقبة الروسية شمال مدينة صوران بريف حماة الشمالي – أكبر نقاط المراقبة الروسية في المنطقة.

ويسمح الاتفاق لـ»الفيلق الخامس» الذي تدعمه روسيا بالإشراف الكامل على جبهات سهل الغاب، وإدارة العمليات البرية وغرفة العمليات في المنطقة الواقعة بين نقطتي المراقبة الروسيتين، في الشمال نقطة عين ريحان، ومن الجنوب نقطة السقيلبية.

وبذلك لم يعد لمليشيا «الدفاع الوطني»، و»الفرقة الرابعة» المدعومتين من إيران النفوذ ذاته الذي كانتا تتمتعان به في المنطقة، والذي كان يعززه وجود أعداد كبيرة من العناصر في صفوفهما من أبناء المنطقة التي استهدفها توسع «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا.

ونقل موقع «السورية نت» عن مصادر محلية موثوقة، إنه ورد في الاتفاق بند يخص الحواجز التابعة لـ»الفرقة الرابعة»، والتي ستُجبر على الانسحاب إلى ثكناتها ومواقعها العسكرية المخصصة لها، لتحل محلها حواجز ينشرها «الفيلق الخامس»، وحواجز أخرى تتولى مليشيا قوات «النمر» التي يقودها العميد سهيل الحسن إنشاءها.

وسمح الاتفاق الجديد لـ»الفيلق الخامس» بأن ينشأ مقرات ويكون له وجود عسكري في قرى وبلدات الحرة، والكريم، والبارد، والرصيف، والجديدة، وتل التوبة، والجيد، وتمانعة الغاب، والشعيرة وتل التوبة، وغيرها من القرى والبلدات في سهل الغاب.

وكل هذا للإعداد للمعركة المحتملة ضد المعارضة

وقال مصدر عسكري في فصيل «جيش العزة» المعارض لموقع «السورية نت»، إن «روسيا نجحت في التقليل من سيطرة الفرقة الرابعة والدفاع الوطني، وحاولت عبر وساطات محلية من قادة الفيلق الخامس التابع لموسكو أن تنهي القتال قبل أن يتوسع، وبالطبع لصالح المليشيات التابعة ، فهي بحاجة لوجودهم في الفترة المقبلة في حال فكرت في فتح معركة ضد فصائل المعارضة».

وأوضح المصدر بأنه يجب التركيز بشكل أكبر على أن مليشيات النظام تجهز لعمل عسكري في المنطقة، موضحاً أن القتال بين المليشيات لا يؤثر على المعارك التي من المتوقع أن تندلع في أي لحظة.

الاشبتاكات تشكل تعبيراً عن الصراع الإيراني الروسي

وأضاف المصدر ذاته: ستكون هذه المليشيات يداً واحدة حتماً ضد المعارضة، وهناك تحركات على كامل خط التماس في ريف حماة الشمالي، وسهل الغاب غرباً، وقد وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة خلال الأيام القليلة الماضية إلى المنطقة».

ويأتي ذلك فيما تصاعد القصف المدفعي والصاروخي خلال الأيام القليلة الماضية على المنطقة المذكورة، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع، والطيران الحربي في الأجواء، وهو ما اعتبره المصدر «دليلاً على أن هناك مخطط معركة يتم التحضير لها ضد المعارضة».

والتواجد الروسي الكثيف في مناطق ريفي حماة الشمالي، والشمالي الغربي، يوازيه انتشار مشابه لـ»الفيلق الخامس»، وقوات «النمر».

 ويبدو أن كثافة الانتشار للقوات الروسية والمليشيات التابعة لها ضروري للتقليل من هيمنة المليشيات المدعومة من إيران على مناطق ريف حماة، والتي تدعم بشكل كبير «الفرقة الرابعة»، ومليشيا «الدفاع الوطني»، وتعد من أكثر المناطق إمداداً بشرياً لصفوف هذين التشكيلين.

المصدر : عربي بوست

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى