تحت المجهر

الصوت المسروق .. (بقلم عمر سعيد)

إلى رفاقي القواتيين ..
ليست الطريق إلى التاريخ تمر عبر بساتين الفاكهة وحدائق الأزهار وأغاني الفلاحات .
وما الطريق إلى النور إلا أميالا نقطعها حفاة يسيل الدم من أقدامنا على ذؤابات الشوك والحجارة .
وما العبور إلى السماء إلا صلاة نؤديها ركوعا على رُكَبٍ من جمر وشظايا من زجاج .
لكل ذلك، لا قيمة لحكم قاض أهان الإنسان فيه بالتآمر على الإنسان .
فال LBC – ومنذ صغري – يعرف القاصي والداني من دفع ثمن ولادتها وأثمان بقاء اعمدتها منتصبة تبث الحرية إلى أن سرقت، وصارت تروج للباطل .
ومهما تقادم الزمن على الجناة لن يناموا ، وسيبقون اعينهم مفتوحة خشية على تعريتهم ..
فلسارق أعين في ظهره تجعله يظل ينظر إلى الخلف، وتحرمه متعة الأمام الواضح النقي ..
يطول زمن الظلم، وتتعقد جذوره فيصعب اقتلاعه ولكن لا يستحيل .
فيكفيك ايها القواتي أنك عندما تواجه المرايا ترى استقامتك فيها تكسر طرف أعين الناهبين المنحدرين .
ويكفيك أن تبتسم من اعماق جراحك لعدسات الدنيا ، وأنك لست تلبس قناعا يتطلب منك تعديله كل لحظة لئلا يسقط .
وثق انك عندما ترفع كفيك راسما مثلث القوات وشعارها، يخبئء الجناة أكفهم في جيوبهم وقد قبضوا على أصابعهم خشية الحقيقة .
وما أنت بقواتي لو كنت تحصل على كل ما لك وما هو من حقك بسهولة كأولئك الذين يحصلون على ما يريدون بغض النظر عن الوسائل ..
والفرق بين ان تحصل على ما لك وما هو من حقك وبين أن تحصل على ما تريد ، هو أن الطريق التي توصلك إلى حقك طريق وحيدة وعرة لا يسلكها إلا مؤمن صلب مثلك ألا وهي طريق النضال، فيما يمكن لأي شخص أن يسلك اي طريق ليبلغ ما يريد ..
ولا يمكن للحق ان يرجع لأصحابه بغير قيم العدالة والجمال ..
فلا تتخل عن غضبك الموجه المسؤول، ولا تترك قيمك السامية تتعادل مع أساليب السارق الدنيئة.
فعلى الرغم من كل القوانين التي تحمي الفاسد وفساده ، يبقى صوت القاضي مخنوقا ومرتجفا وهو ينطق الحكم المزيف ..
فيطول حبل الكذب هربا ، إلى ان يلمسه حد السكين ، وما اقربها من لحظة.

عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى