تحت المجهر

ليس كل سيد سيدًا .. (عمر سعيد)

فكم من سيد اعتلى منصبًا، إلا انه ظل يبلس تحت جلده كساء العبودية الذي يليق به ..
كان كافور وصيًا على عرش مصر ، اعتلى العرش ناسيًا أن يغطي عقيرته التي ظل يجلدها المتنبي حتى يومنا هذا، وربما إلى زمن تال وطويل..
ولا زال الناس يعملون بحكمته وإلى يومنا هذا :
لا تشتر العبد إلا والعصا معه
إن العبيد لأنجاس مناكيد
ويحكى أن ملكا لم يرزق بذكور، لخلافته في الملك، فلجأ إلى وزيره الأول الذي قام بدوره ، بسرقة وليد نوري من خيمة أهله لحظة ولادته، وأعلن عن ولادة ولي عهد الملك .
تربى فرخ النوري في ببت الملك، فأُلبِسَ لباس الملوك وأُطعِمَ وأُشرِبَ من موائد الملوك، وتلقى ترببتهم وعلومهم ، حتى صار شابا وبات يخرج للصيد برفقة الوزير الذي سرقه.
ذات يوم وهو في طريقه إلى الصيد، مر بموكبه عبر طريق بجانب شجرة جوز وارفة مترامية الأغصان، فأدهشته ضخامتها..
فنادى الوزير وقاله له :
اتشارط معك على أن هذه الجوزة تصنع أكثر من ألف طارة غربال!
تبسم الوزير ، وقال له: أصدقك ..
ثم همس في سره : إن العرق دساس .
علمتني هذه القصة
أن ليس كل سيد سيدا ، فالسيادة لها قيمها وأخلاقها التي لا تخطؤها جينات الوراثة وإن أخطأت بحقها ظروف الأيام ..
وعلى ما يبدو أن النور الذين سكنوا المنطقة لفترة طويلة ، قد مروا على أسرة كثيرة، تاركين وراءهم نطف العبودية التي لا جمال فيها ولا سيادة و باتت تحكم البلاد وتهين العباد .

المفردات
الطارة : إطار
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى