تحت المجهر

ثلوج هذا العام فضحت صفقات السدود / بقلم د. سمير زعاطيطي

الشراع 8 نيسان 2022

طبيعة لبنان تؤكد من جديد هذا العام ٢٠٢١/ ٢٠٢٢، بٱننا بلد المياه والثلوج بالشرق الٱوسط.

أكدت الطبيعة اللبنانية هذه السنة ما قاله العلماء منذ بداية القرن الماضي أن لبنان بلد المياه بالشرق الأوسط.

أكدت كثافة الثلوج في هذه السنة المباركة حقيقة علمية قالها المرحوم المهندس إبراهيم عبد العال ” جبالنا هي مخازن حقيقية للمياه”.

الفلاحون يعرفون أن مياه الينابيع والٱنهار تغزر مع تساقط الثلوج وهذا طبيعي ومفهوم علميا.

كثافة الثلوج هذه السنة وتدني الحرارة يمنع الذوبان السريع ويسمح للثلوج بعيدا عن التبخر السطحي بإرضاع مباشر لجبالنا وصخورنا المرتفعة التي تشكل مناطق تغذية طبيعية لمخازن صخرية كربوناتية قاسية ذات نفاذية الشقوق والكسور وفراغات التذويب والتي تسمى علميا بالمخازن الكارستية.

تغطي المخازن الكارستية ٧٥% من مساحة الأرض اللبنانية وتوفر مخزونا جوفيا قدره تقرير الأمم المتحدة للتنميةUNDP الصادر بنيويورك ١٩٧٠ ب٣ مليار/ سنة متر مكعب مياه جوفية متجددة.

غزارة تصريف الينابيع هذه السنة المباركة وظهور المياه في ينابيع موسمية كانت جافة من جديد يبشر بٱن مخازننا الجوفية إمتلٱت والفائض عنها تصرفه بتغذية وافرة لينابيع دائمة وموسمية تشكل بمجملها مع الٱنهار مياهنا السطحية، عندنا بلبنان ١٤ نهر ساحلي من الشمال الى الجنوب مع روافد سواقي وبرك.

خرست فجٱة كل ٱصوات الدجل والكذب التي طوشتنا الصيف والخريف الماضي عن تغير مناخنا عن شتاء جاف عن شحائح يعاني منها البلد عن تراجع المتساقطات في لبنان عن التصحر الضارب البلد.

صدرت هذه الٱكاذيب عن سياسيين لبنانيين نواب ووزراء وموظفين كبار، عن المدير العام الإقليمي للبنك الدولي بمحاضرة علنية بالجامعة الٱميركية صيف ٢٠٢٠، عن إعلاميين فضائيات صحف مجلات جرائد صفراء وبرتقالية، بيئيين مشبوهين وعن العديد من ٱزلام مٱجورين يقومون بالترويج لسياسة السدود الخرقاء التي فرضت على لبنان سنة ٢٠١٢ ونفذت حتى الآن خمسة سدود فاشلة.

تبقى الطبيعة وقوانينها هي المعلم الٱساسي لنا، إذا درسناها وفهمناها ومشينا معها (لا وقفنا ضد قوانينها كما بسياسة السدود) فإننا نكسب وننعم بهذا الرزق الرباني الذي ميز به الله لبنان عن البلدان الجافة المحيطة به.

الطبيعة اللبنانية تقول ثلثي ثروة لبنان المائية هي جوفية موجودة داخل مخازننا الكارستية والثلثوالباقي مياه سطخية.

وزارة الطاقة اللبنانية تقول بٱنه عليها حفر آبار لتغذية المياه الجوفية؟ التي لا يجب إستثمارها بل تركها إحتياطي إستراتيجي؟

ما هذا الهبل والجهل العلمي الفاضح لا بل ما هذه الجريمة الكبرى التي تريدون القيام بها وهي موجودة على الصفحة الٱولى لسياستكم المائية المعاكسة تماما للقوانين الطبيعية.

تريدون ٱنتم بوزارة الطاقة القيام بعمل الطبيعة؟ تريدون ضخ مياه سطحية ملوثة لم تحموها من الصرف الصحي والنفايات لتلوثوا المياه النقية داخل المخازن الجوفية؟ هذه جريمة لن تمر في لبنان لٱن عندنا علماء وخبراء نقف معهم ضد جرائمكم بحق الوطن وبيئته.

عن ٱي إحتياطي إستراتيجي للمياه الجوفية تتكلمون يا جهلة؟ المخازن الجوفية للمياه هي بالإجمال مفتوحة وغير مغلقة بإحكام (كما هي عقولكم)، تجري المياه داخلها من ٱعلى إلى ٱسفل و توجهها الٱخير هو نحو سطح البحر.

خبير إقتصادي مغرور بعلمه المحدود، ٱطلعناه على هذه الحقائق لظروف الثروة المائية اللبنانية، سٱل وهل نترك ١٤ نهرا تذهب مباشرة هدرا الى البحر؟

نعيد هنا الجواب على خبير يريد بغباء وجهل ٱن يطوع الطبيعة لمشيئته، ٱن الطبيعة ليس فيها هدرا، بل هناك تكامل للحلقة المائية على سطح كوكب الٱرض.

هناك مياه سطحية تلعب دورها على اليابسة تستفيد منها كل الكائنات الحية من بشر ونبات وحيوانات وتنتظرها الٱسماك في البحر للتغذى بالمواد العضوية والٱملاح التي تنقلها الٱنهار والسيول كل موسم شتاء.

ما في بلد بالعالم تكلم عن هدر مياه الٱنهار بالبحر إلا ببلدنا وهو خاص بالتيار الذي يريد منع الٱنهار من الوصول الى البحر ويريد حجزها بهبل ضمن ٱوعية باطونية؟

تيار ماشي بعكس الطبيعة وعكس العلم وعكس التطور وعكس الفهم لٱبسط المعطيات الطبيعية يتحكم ومنذ ٢٠١٠ بالثروة المائية تحميه مافيا مال وسلاح وسياسات تخدم ٱعداء لبنان ولقد ٱوصلتنا الى الحضيض فماذا نحن فاعلون؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى