رأي حر

حجر الألف أكثر من رواية في رواية، ولا رواية/ بقلم نوال صالحة

منذ الصفحات الأولى لرواية حجر الالف نجد أننا لسنا أمام رواية عادية أو تقليدية, بل أكثر من رواية في رواية ولا رواية، وأكثر من بطل ولا أبطال، وأكثر من حكاية  ولا حوار .

هي أقرب  إلى بوح ذاتي لكاتب ” قضى أعوامه الخمسين يحاول البحث عن وطن.
كاتب غادره الوطن فما عاد مستقرا في مكان.          ينتظر الغربة أن تنتهي به ألى زوال.

كاتب كانت نهاراته ماطرة وليله دامس وقلبه لا مكان فيه لغير  الشوق والحنين ”  إلى أن أصبحت ذاكرته حبلى بالوجع فحمل فوق جبينه كاميرا تنقب في وجوه المارة عن حكايا واقعية وحقيقية، لتجد نفسك غارقًا بين حكايا لشخوص من عوالم وبلدان مختلفة لا يجمع بينها إلا شوارع من  التشتت وحدائق من  البؤس… وكلاب ترافق وحدتها… ومخيمات من الجوع والعري …. وحزن ينمو ولا يموت

وأن نقرأ كتابا بأسلوب سردي  وجداني بحت دون أن نمل ونرميه جانبا؛ يعني أنك نجحت يا عمر.
ناهيك عن تلك الطواعية باللغة تلك اللغة التي كتبتَ الكثير عن غربتها، لا أقول فقط نجحت بل برزت.. وأدهشت.. وأنرت.. وتميزت.. وأبهرت..

فكأن كل حرف من أبجديتك  الثماني والعشرين  يحمل بين طياته ثمانية وعشرين حرفًا إضافية…

أحسد ذاكرتك التي تجد مكانا لكل تلك التفاصيل الصغيرة، فانت يا عمر ترسم الصورة لا تكتبها
وتشخصن البطل لا تتكلم عنه، وتحيي المكان لا تصفه….

لا أخفيك أنني بقيت أقبض على قلبي وأنا اقرأ علني أجد بين السطور شرفة من شرفاتك تلك؛ شرفة تطل على الحب .. على الشوق.. على الورود..على النور…على الضياء.. على الرجاء.. على الأبيض.. ..على الضحك..على الفرح .. على الحياة
الى أن استيقظت في السطر الأخير  فزعة من أن تكون كل شرفاتنا لا تطل إلا على الحزن.

نوال صالحة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى