رأي حر

إلى ألكسندرا نجّار / بقلم عمر سعيد

يا صغيرتي
آه لو تعرفين كم كنت أنت أشجع منّا جميعّا؟!
فقد تركت فينا ابتسامتك، وارتقيت الصّليب عنّا، وتخلّيت عن الأرجوحة والدّراجة الهوائيّة.

يا حلوتي
لم نختلف بعدك لا على لون الدّراجة، ولا على لون الباربي والورود الّتي كان يجب أن نحملها إلى ضريحك، نزفّ انتصار الحقيقة. بل نحن اختلفنا على فرضيّة أنّك قد قَتَلتِ، أو قُتِلت. ونكاد نثبت فرضيّة إجرامك، أنت وكلّ الّذين شاركوك في تفجير المرفأ والمدينة.
والمؤلم في كلّ ما حصل؛ أنّه كيف لك وأنت بهذه الابتسامة والبراءة، أن تملكي كلّ هذا الشّر والوحشيّة، فتأتي بالنّيترات، وتدمّري روح الوطن.

لا يمكنك يا صغيرتي أن تنكري كلّ أفعالك
لقد برّأ القضاء كلّ الّذين ورّطتهم بجمالك، وبات دليل إدانتك حقيقة.

لكن. ومهما قيل عن قسوتك وجرائمك، تظلّ ابتسامتك أجمل من كلّ مصابيح المدينة الّتي خنقوا فيها الكهرباء.
تظلّ ابتسامتك أنصع من بريق كلّ الرّتب والنّجوم على أكتاف “حماة الدًيار”
وتظلّ ابتسامتك أنقى من أوراق كلّ القرارات والتّحقيقات الّتي لم تُدِنْ سواك.

يا حلوتي..
خجل أنا منك. من أمّك وأبيك ومنّي ومن جثث غابت في المجهول، وأهلها ينتظرون.
خجل من وليم وأمّه وأبيه وأهالي كلّ الّذين رافقوك في مشوارك الأخير.
خجل لأنّني واحد من ملايين تتفرّج على قاض حكم على ابتسامتك وعليها بالإعدام.
#عمر_سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى