اخبار العالم

القصة الكاملة.. جمعة حصار نفوذ إيران في البصرة

شهد العراق، أمس الجمعة، تصعيداً غير مسبوق ضد الهيمنة الإيرانية، حيث أحرق المتظاهرون عددا من مقرات المليشيات التابعة لطهران في البصرة كما تم إحراق القنصلية الإيرانية.

تظاهرات مدينة البصرة، جنوبي العراق، اندلعت منذ أكثر من شهرين، بسبب التدهور الملحوظ في الخدمات، والمطالبة بتغيير النظام السياسي وإنهاء الوجود الإيراني.

التقرير التالي يرصد محطات تظاهرات الجمعة التي حاصرت النفوذ الإيراني في البصرة.

مليشيات إيران والتظاهرات

شهدت ليل الخميس الماضي تظاهرات حاشدة داخل مدينة البصرة، حيث تجمع آلاف المحتجين في محيط مبنى المحافظة والمجمع الحكومي وسط المدينة؛ التظاهرات قوبلت بعنف مفرط، حيث قتل 4 متظاهرين وأصيب 50 آخرون إثر تعرضهم لإطلاق نار من المليشيا الإيرانية.

سرعان ما اشتعلت الأجواء وأضرم المتظاهرون النيران في مكاتب ومقرات تابعة لحزب الدعوة ومليشيات بدر، وتيار الحكمة، والمجلس الأعلى الإسلامي، ودار استراحة المحافظ، ومبنى القنصلية الإيرانية.

وفي محاولة للسيطرة على الأوضاع، أكد مصدر في قيادة عمليات البصرة لـ”العين الإخبارية”، مساء الخميس، أنه تقرر فرض حظر التجوال في جميع أنحاء محافظة البصرة حتى إشعار آخر.

دهس وإطلاق نيران

أطلق المتظاهرون الساخطون على النفوذ الإيراني في أروقة الحكم في بغداد، صباح الجمعة، حملة لتنظيف شوارع مدينة البصرة، وأكدوا استمرار التظاهرات في جميع أنحاء المدينة.

وشهدت مدن عراقية من بينها العاصمة بغداد مظاهرات في الشوارع والميادين العامة، تضامناً مع المحتجين في البصرة الذين يتعرضون للقتل والإصابات منذ أيام على يد قوات الأمن ومليشيات إيرانية مسلحة.

عصر الجمعة، بدا المتظاهرون في الهتاف بشعارات مناهضة لنظام طهران، وكان منها “إيران بره بره”، وأحرقوا أيضا العلم الإيراني، واستمروا في حصار القنصلية الإيرانية.

امتد غضب المتظاهرين إلى مقر الحشد الشعبي في مجمع القصور الرئاسية، حيث تم محاصرته، وبعد الهتافات المناهضة لطهران خرجت سيارات تابعة لمليشيات الحشد وقامت بدهس المتظاهرين أمام مقر تابع لها، ما أسفر عن مقتل متظاهر وإصابة 5 آخرين.

وأكد أحد متظاهري البصرة لمراسل “العين الإخبارية” أن مليشيات العصائب تطلق النار بكثافة على المتظاهرين وسيارات الإسعاف التي تقل الجرحى.

من جانب آخر أوضحت مصادر لـ”العين الإخبارية” أن متظاهرا قتل في مواجهات مع مليشيات عصائب أهل الحق بمحيط القصور الرئاسية في البصرة، فيما قتل الآخر في عملية دهس نفذتها سيارات تابعة لمليشيا الحشد الشعبي.

ردود الأفعال السياسية

طالب تحالف الفتح العراقي بقيادة هادي العامري رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتقديم استقالته فورا، مهددا بأنه في حال رفض العبادي تقديم استقالته سيتوجه إلى البرلمان للبدء في إجراءات الإقالة، وفق الأطر القانونية التي يتيحها دستور البلاد.

وأرجع تحالف الفتح، في بيان، السبب وراء طلب الاستقالة هو “فشله الواضح في إدارة جميع الملفات”، منددا بأعمال العنف التي تصاحب الاحتجاجات في البصرة.

وحذر تحالف الفتح، في بيانه، من أطراف خارجية تسعى إلى خلق تصادم بين أبناء الشعب العراقي، قائلا: “كما واجهنا مؤامرة الدواعش ومشروعهم التدميري فإننا سنواجه هذه الإدارة البغيضة التي تريد بشعبنا سوءا، ولن تثنينا عن الاستمرار في منهجنا في البناء والإعمار”.

ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي تصدر تحالفه نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق، الخميس الماضي، مجلس النواب إلى عقد جلسة استثنائية من أجل التوصل إلى حل جذري للوضع المتردي في البصرة، نتيجة الاحتجاجات المتواصلة التي سقط فيها قتلى وجرحى خلال الأيام الماضية.

حرق القنصلية الإيرانية

اشتدت حدة التظاهرات مع حلول مساء الجمعة، واقتحم المحتجون مقر القنصلية الإيرانية، الذي يقع في حي البراضعية الراقي في جنوب شرق مركز المدينة، مع تصاعد المطالب الشعبية المتكررة للنظام الإيراني بعدم التدخل في شؤون العراق.

وتداولت وسائل إعلام عراقية مقطع فيديو يظهر محتجين يرفعون علم العراق فوق سارية العلم بالقنصلية الإيرانية بعد نحو ساعة من اقتحامها.

عقب إحراق قنصليتها، قامت طهران بغلق منفذ الشلامجة الحدودي مع العراق، وطالبت رعاياها بسرعة مغادرة البصرة حفاظا على سلامتهم.

قوات خاصة تتدخل والجيش يتأهب

استمرت حدة التظاهرات بعد إشعال النيران في القنصلية الإيرانية وعدد من المباني الحكومية، مما دفع قيادة العمليات إلى إرسال قوات خاصة للسيطرة على الوضع المشتعل في المدنية النفطية.

وأكد ضابط، في قيادة عمليات مدينة البصرة لمراسل “العين الإخبارية”، وصول قوات خاصة من العاصمة بغداد إلى البصرة لضبط الوضع وإنهاء الاضطرابات.

وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع العراقية إن الجيش أعلن حالة التأهب القصوى في بغداد والبصرة، ووضع القوات الأمنية تحت الجهوزية لأي أمر طارئ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى