اخبار العالم

تشدد واشنطن يطال متعاونين من طوائف عدة مع “حزب الله”

لم يعد لبنان مطالبا من الولايات المتحدة الأميركية بالامتثال إلى العقوبات المفروضة على “حزب الله”، وبتنبه قياداته السياسية إلى عدم التعاون مع الحزب لتسهيل أموره المالية والتفافه على هذه العقوبات، بل صار مطالبا أيضا بالامتثال للعقوبات المفروضة على سورية أيضا، كدولة جارة له، تسعى إيران إلى الإفادة من نفوذها فيها من أجل الالتفاف على هذه العقوبات أيضا.

وإذا كانت هذه الوقائع تؤشر إلى مدى الضغوط على لبنان كي يلتزم بالعقوبات الأميركية على إيران و”حزب الله” وسورية فإن وقائع المحادثات الأميركية اللبنانية خلال زيارات الوفود اللبنانية الوزارية والنيابية والمصرفية إلى واشنطن مطلع هذا الشهر، شهدت على مزيد من التشدد الأميركي، بعدما كانت زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو في 22 آذار (مارس) الماضي، “وضعت لبنان تحت مجهر القانون الدولي وعقوباته”، كما قال في مؤتمره الصحافي الشهير، محذرا من “تدخل إيران في “الجمارك وغيرها من الضوابط ” (من أجل التهريب…).

لقاءات وشنطن

ومن خلال ما تجمع عن نتاذج اللقاءات اللبنانية في واشنطن فإن الانطباع عن المزيد من التشدد الأميركي حيال “حزب الله” وإيران وسورية قد تأكد لدى الوفود التي عقدت لقاءات منفردة مع المسؤولين الأميركيين. وفي وقت ثبت هذا الانطباع من خلال المحاضر التي أرسلها السفير اللبناني في العاصمة الأميركية غابي عيسى عن هذه الاجتماعات والتي تسرب بعضها إلى وسائل الإعلام، في اليومين الماضيين، فإن مصادر الوفود أكدت لـ”الحياة” جملة انطباعات لم تهمل الإيجابيات التي نجمت عنها ويمكن تلخيصها باللآتي:

1- أن المسؤولين الأميركيين الذين التقوا رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب ياسين جابر ومستشار رئيس البرلمان نبيه بري علي حمدان رددوا ما نقلته المحاضر المنشورة عن لقاءاتهم مع الوفود النيابية والوزارية الأخرى، أي مع نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، ووزير الاقتصاد منصور بطيش، بنفي ما نشر عن نية واشنطن فرض عقوبات على قياديين في حركة “أمل” والرئيس بري نفيا قاطعا.

وأكد مساعد وزير الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال مارشال بلينغسلي لكل من جابر وحمدان أن لا صحة لـ”الإشاعات” عن فرض عقوبات على رئيس البرلمان. وطلب المسؤول الأميركي منهما أن ينقلا إلى بري أن “لا علاقة لنا بهذه الأخبار، وعلى العكس نحن نعرف الرئيس بري جيدا وأنا في زياراتي الثلاث إلى لبنان التقيت معه ونتعاون معه”.

وتشير مصادر الوفود إلى أن بلنغسلي “لم يشر إلى وجود قياديين من حركة “أمل” يتعاونون مع “حزب الله” في تهربه من العقوبات المالية، لكنه لم يفوت فرصة الحديث عن أن إجراءات واشنطن ضد الحزب ستطبق بتشدد لمنعه من الإفادة من النظام المصرفي والمالي اللبناني وأنهم يلاحقون قادته من هذه الزاوية بدقة”. وتضيف المصادر: “المناخ في واشنطن ليس على استعداد لسماع حجج من نوع أن الحزب مقاومة ضد الاحتلال وأن بلنغسلي أكد الملاحقة الحثيثة لتحديد من يتعاون مع الحزب وإثبات ذلك، لفرض عقوبات عليه.

ويتقاطع هذا الموقف مع الانطباع الذي تركته زيارة بومبيو وقبله مساعد وزير الخارجي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد إلى بيروت حول نية واشنط فرض عقوبات على شخصيات من غير الطائفة الشيعية، مسيحية وسنية ودرزية، كما أكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الحياة”. وكانت المحاضر التي نشرت نقلت عن بلنغسلي “أسفه لدور الرئيس عون و وزير الخارجية جبران باسيل والسياسيين الموارنة في تحمل مسؤولية تضخم حجم حزب الله”.

2- شددت مصادر الوفود إلى واشنطن على دور أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب، وفي مقدمهم دارين لحود، في دعم لبنان في المقابل وتجنيبه المزيد من التأزم في علاقته مع واشنطن، حيث يلعب منهم من أصل لبناني من هؤلاء دورا إيجابيا سواء في الموقف من بري، أو من دعم المؤسسات اللبنانية، من دون أن يتمايزوا عن موقف زملائهم وتوجه الإدارة، من “حزب الله”. بل هم يؤكدون أنهم لعبوا دورا في شطب إسم حركة “أمل” و”التيار الوطني الحر” من إحدى فقرات قانون العقوبات على “حزب الله” الصادر عام 2017 والذي يطبق حاليا مع ملحق في شأنه.

وذكرت مصادر الوفود إلى واشنطن أن هؤلاء (15 نائبا وشيخا) يشكلون لوبيا لبنانيا يساعد في الإبقاء على إيجابية الإدارة والكونغرس حيال المؤسسات اللبنانية، ويتعاونون مع “مجموعة العمل من أجل لبنان” ( task force for lebanon) لحماية المصالح اللبنانية، ويسعون إلى توسيع دائرة أعضاء الكونغرس لهذا الغرض، ويتعاونون مع عدد من كبار الموظفين في عدد من الوزارات، والذين يتحدرون من أصل لبناني.

3- اهتم بلنغسلي وساترفيلد وأعضاء الكونغرس، كل على طريقته بالتأكيدعلى مواصلة دعم الجيش اللبناني بالمساعدات العسكرية، وسلامة القطاع المصرفي، فيما حرص الأول على إبلاغ حاصباني وبطيش على التعاون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونائبه محمد بعاصيري والثقة بهما. وفيما أشار أعضاء الكونغرس إلى دعم استمرار دور “يونيفيل” في الجنوب، عبر المسؤولان في الخارجية والخزانة والنواب، عن اهتمامهم بالخطوات الإصلاحية المتأخرة التي تنويها الحكومة بعد إقرار خطة الكهرباء والموازنة التقشفية المطلوبة وطرح بعضهم أسئلة تفصيلية في هذا الشأن، بما يدل أنهم يتابعون بدقة الخطوات الموعودة.

الحياة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى