اخبار العالم

عن أي محو يتحدثون؟

يمکن القول وبثقة کاملة من إنه ليس هناك من أي نظام سياسي في المنطقة تمکن من أن يجاري نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من حيث إستخدامه وتوظيفه للقضية الفلسطينية وتأکيده على عزمه على القضاء على إسرائيل، ولکن في نفس الوقت ليس هناك من أي نظام آخر مثله قد مارس حذر مفرط من أجل تحاشي أية مواجهة مباشرة مع تلك الدولة، مع إنه قد کان أکبر مستفيد من إستخدامه وتوظيفه لهذه القضية من أجل أهدافه ومراميه الخاصة.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبقدر ما قام بترکيز جهوده في التدخل في الشٶون الداخلية لبلدان المنطقة وإلحاق الاضرار بها من مختلف النواحي لم يقم ب10% مما يماثله من حيث التأثير السلبي على إسرائيل، بل وإنه قد کان مفيدا لإسرائيل الى أبعد حد عندما قام بمشاغلة العرب والمسلمين بخطره وتهديده الذي شکله عليهم ناهيك عن إنه قدم أکبر هدية نوعية لإسرائيل بزرعه لبذور الفرقة والاختلاف في الصف الفلسطيني.


اليوم وعندما يصرح قائد القوات الجوية الإيرانية، عزيز نصير زاده، قائلا: “الشبان في القوات الجوية مستعدون تماما وينتظرون بفارغ الصبر مواجهة النظام الصهيوني ومحوه من على وجه الأرض”! فإن هذا الکلام يذکر ماقد قاله قبله مٶسس النظام الايراني من إنه”يجب أن تفنى إسرائيل من الوجود”، ولکن لحد الان لم يتعرض نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولو بقيد أنملة لإسرائيل وإنما هو مجرد تصريحات عنترية طنانة ورنانة، وإن إستهزاء وسخرية المقاومة الايرانية من التصريحات والمواقف المختلفة لهذا النظام بخصوص القضية الفلسطينية والموقف من اسئايل، قد أکذت الايام مصداقيتها وإن هذا النظام ليس أکثر من متاجر ومستخدم لمختلف الامور والقضايا من أجل مصلحته الخاصة أو لأهداف ومآرب أخرى تخدم مخططاته ومشروعه في المنطقة والعالم.


لقد ولى زمن الکذب والضحك على الذقون الذي طالما برع فيه هذا النظام وصارت الامور واضحة ولم تعد في حاجة للتفکير فيها، وإن هذا النظام وهو يواجه واحدة من أسوأ المراحل منذ تأسيسه وأکثرها خطورة عليه، فإنه في أمس الحاجة حاليا لهکذا متصريحات عنترية رنانة کي يموه على المنطقة والعالم ويخلط الحق بالباطل من أجل أن يساعده ذلك في العبور من محنته العويصة هذه والتي أوقع نفسه فيها بسبب من سياساته المشبوهة التي کان تهدف خدمة مصالحه الضيقة دون غيرها.


عن أي محو يتحدث هذا الرجل في وقت يواجه نظامه أوضاعا متزعزعة قد تمحيه من الوجود وتجلعه أثرا بعد عين؟ الاولى أن ينتبه لنفسه أولا ويفکر فيما بإمکانه أن ينقذه وينجيه من المصير الاسود الذي ينتظره.

دنيا الوطن – علي ساجت الفتلاوي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى