قضايا الارهاب

حزب الله يسعى إلى إنشاء خلايا نائمة جديدة في الخارج.

نيكولا باروت – مجلة لو فيغارو الفرنسية

ترجمة صوفي شماس

تنامت إلى أجهزة المخابرات الدولية معلومات تفيد بأن الميليشيا الشيعية الموالية لإيران بدأت بتجنيد أفراد جدد لا يثيرون شكوك أجهزة الاستخبارات الغربية.

في نضاله من أجل مواجهة النفوذ الدولي، يتقدم حزب الله بخفاء. إذ تقوم الميليشيات الشيعية، الجناح المسلح لإيران في لبنان والشرق الأوسط، منذ عدة سنوات بنشر شبكة سرّية في جميع أنحاء العالم، وبالتالي، العديد من الخلايا النائمة الجاهزة للعمل. هذه الاستراتيجية تشغل أجهزة الاستخبارات الغربية، التي تراقب عن كثب أنشطة الجماعة الإرهابية من أجل إحباط محاولاتها لزعزعة الاستقرار. لكن هذه الميليشيات قد تبدّل الطريقة التي تعمل بها لتجنيد عملاء جدد.

بدأت “ملامح” جديدة بالظهور لدى عملاء حزب الله. يبدو أن الحزب، وللهرب من شاشات الرادار، يبحث عن أفراد لا يثيرون الشكوك لضمهم إلى جيشه: أفراد ليسوا عربا ولا تربطهم صلات بلبنان ولديهم وضع شخصي وعائلي مستقرّ. في أغسطس من هذا العام، تم استجواب رجل باكستاني يبلغ من العمر 27 عاما يُشتبه في ارتباطه بحزب الله في تايلاند. إنه مهندس، متزوج وأب لطفلين. قطع هذا المهندس رحلته بعد استجوابه.

وفقا للمعلومات التي تمّ جمعها، بدأ حزب الله بتجنيد عشرات الأفراد من الذين يحملون هذه الملامح منذ  ثلاث سنوات في باكستان أو أفغانستان داخل المجتمع الشيعي، حيث تتفاقم المشاعر المعادية للولايات المتحدة أو إسرائيل. وعلى الأرجح تمّ التقرّب منهم أثناء الحج أو في الجامعة. في وقت لاحق، خضعوا لدورات تدريبية نظّمها حزب الله في مدينة مشهد، في إيران، أو في بيروت، لبنان. تحت غطاء أنشطة تتعلق بالسياحة، على سبيل المثال، تم إرسالهم إلى الخارج في انتظار إجراءات مستقبلية، وأشرفت خلية “910” في حزب الله، المسؤولة عن المهام الخارجية للميليشيا، على هذه العملية.

أفاد أحد الخبراء في موضوع حزب الله أن “الحزب سعى منذ فترة طويلة للهرب من مراقبة أجهزة المخابرات”. ففي الماضي، جنّدت الميليشيا أفرادا يحملون جنسية مزدوجة، لبنانيين وغيرهم، من أجل المرور بسهولة عند مراكز التفتيش الأمنية ​​على الحدود، كما اهتمت بالعرب الإسرائيليين. كما أنها، مثل تنظيم الدولة الإسلامية، استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الاتصالات المشفّرة لتنظيم الخلايا وإعداد الهجمات عن بعد.

عمل حزب الله في الخارج مكشوف لدى القوى الغربية. فقد أشار مستشار الأمن الداخلي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، توم بوسير، ​​في العام 2017 ، إلى أنه “في السنوات الأخيرة، أحبطت قوات الأمن هجمات خطط لها حزب الله في كل قارة تقريبا، في دول مثل تايلاند، وقبرص، والكويت، والبيرو ونيجيريا”، وفي العام 2015 ألقي القبض على لبناني كندي مرتبط بحزب الله وبحوزته كمية كبيرة من نترات الأمونيوم، وهي مادة تستخدم في صناعة المتفجرات.

في تموز الماضي، وضعت الإدارة الأميركية مكافأة مالية تبلغ 7 ملايين دولار لكل من يقدّم معلومات عن سلمان رؤوف سلمان، أحد مسؤولي وحدة 910، الذي يُشتبه في تورطه في تفجير بوينس آيرس الذي استهدف الجالية اليهودية في الأرجنتين، في تموز 1994.

تبرز إسرائيل كأحد الأهداف المحتملة لحزب الله. “حزب الله لا يريد الحرب بل الضغط”، يقول الجنرال الإسرائيلي السابق، والباحث في معهد واشنطن، مايك هيرزوغ. عن طريق إنشاء خلايا في الخارج، تكتسب الميليشيات القدرة على الهجوم، أو الانتقام. فهي تريد إخفاء هويتها حتى تتمكن من إجراء عملياتها دون أن يتم اتهامها مباشرة. بعد تصاعد التوترات في إيران والولايات المتحدة، بعد اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، يستحق الموضوع أن يؤخذ بعين الاعتبار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى