قضايا الارهاب

إرهابيو الأمس مفاوضو اليوم! أمريكا تحاور طالبان ووفد الحركة بالكامل على قوائم واشنطن

بشكل مقتضب ودون أي تفاصيل ذكر قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأحد 27 يناير/كانون الثاني 2018، إن المفاوضات التي انتهت بين حركة طالبان الأفغانية والولايات المتحدة أحرزت تقدماً كبيراً، مؤكداً أن الولايات المتحدة جادة بشأن التوصل إلى السلام في أفغانستان وسحب القوات الأمريكية. 

واشنطن لم تتحدث في تفاصيل الاتفاق الذي أعلنت عنه أمريكا لأول مرة، كما أن حركة طالبان هي الأخرى اكتفت بالتعليق على تلك المفاوضات بأنها إيجابية وقدمت الشكر لقطر البلد الذي استضاف المفاوضات. 

لكن ثمة أمراً أثار الانتباه في المفاوضات هذه المرة، وهو الفريق الأفغاني الذي تفاوض مع المبعوث الأمريكي زلماي خليل زادة، إذ يتكون الفريق من 5 أشخاص جميعهم كانوا معتقلين في سجون تابعة للولايات المتحدة في باكستان أو في غوانتانامو بكوبا، ومن بينهم قائد فريق التفاوض الملا عبدالغني برادر الرجل الثاني في التنظيم والذي كان معتقلاً في باكستان منذ 2010

وقبل أشهر أطلقت باكستان سراح الملا بردار بعد لقاءات تمت بين قادة الحركة وبين المبعوث الأمريكي خليل زادة ذي الأصول الأفغانية. 

كما أن الفريق بالكامل مطلوب على قوائم الإرهاب الأمريكية، بحسب مصدر خاص لـ»عربي بوست». 

هذه المعلومة تشير إلى رغبة ترامب وفريقه هذه المرة بتحقيق السلام مع طالبان بسبب الوضع السيئ الذي تتعرض له القوات الأمريكية المتواجدة في كابول منذ 17 عاماً. 

أيضاً لهذه الواقعة دلالة من وجهة نظر طالبان هي الأخرى، وهي القبول بأعضاء الحركة ونزع اعتراف ضمني من المفاوض الأمريكي بأن هؤلاء الأشخاص ليسوا إرهابيين كما أن سجنهم في سجون تابعة للولايات المتحدة قد يكون من باب الخطأ الذي وقعت فيه واشنطن في دخولها هذا البلد بالأساس. 

كما أن طالبان على ما يبدو أرادت أن تقول للولايات المتحدة أنها رغم كل الضحايا الذين سقطوا في أفغانستان وأيضاً القتلى العسكريين من الجانبين، فإنها خرجت منتصرة منها بإصرارها على حضور هؤلاء الأشخاص الذين تصنفهم وكالات الاستخبارات الأمريكية إرهابيين!. 

ماذا حدث في المفاوضات؟ 

في تغريدة على حسابه الرسمي بتويتر اعتبر المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان زلماي خليل زاده أن المفاوضات مع طالبان في الدوحة أكثر إنتاجية مما كانت عليه في الماضي، مؤكداً أن الأطراف أحرزت تقدماً كبيراً في القضايا الحيوية. 

وأضاف خليل زاده أن الأطراف ستبني على هذا التقدم، تستأنف المفاوضات في وقت قريب، مؤكداً أن أي اتفاق يجب أن يشمل محادثات بين الأطراف الأفغانية، ووقفاً شاملاً لإطلاق النار. 

وكتب «لن يتم الاتفاق على شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء»، وأضاف أن «كل شيء» قد يتضمن حواراً بين الحكومة الأفغانية وطالبان. 

ومن بين المقترحات التي تم طرحها، سحب الولايات المتحدة لقواتها مقابل ضمانات من طالبان بعدم إيواء أي متطرفين أجانب. 

وشدد زادة على أن أي صفقة محتملة بين الولايات المتحدة و»طالبان» لإنهاء الحرب في أفغانستان يجب أن تقتضي دخول الحركة في حوار مباشر مع كابول، مؤكداً توجهه إلى العاصمة الأفغانية. 

وفي وقت سابق من اليوم، أفادت مصادر في «طالبان» بأن مسودة لاتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب في أفغانستان تم إعدادها أثناء محادثات أجرتها الحركة مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشأن الأفغاني. 

أمس السبت نقلت وكالة رويترز عن المصادر في الحركة، أن المبعوث الأمريكي الخاص يتوجه إلى كابول لإطلاع الرئيس الأفغاني، أشرف غني، على التقدم الذي تم تحقيقه في المفاوضات الجارية في قطر. 

نقاط الاتفاق 

وبحسب المصادر فإن وثيقة المسودة تدعو إلى  

  • انسحاب «قوات أجنبية» من أفغانستان خلال فترة مدتها 18 شهراً.
  • ضمانات لعدم استخدام البلاد كمعقل لتنظيمي «القاعدة» و»داعش» في هجماتهما الإرهابية.
  • عدم تمكين المسلحين الانفصاليين البلوش، الناشطين في جنوب غرب أفغانستان، من استخدام هذه المنطقة كمنطلق لهم في عملياتهم ضد باكستان المجاورة.
  • استعداد «طالبان» لخوض مفاوضات مع ممثلي الحكومة الأفغانية بعد توقيع وقف إطلاق النار، مؤكدة سعي الحركة إلى تشكيل حكومة انتقالية والحصول على مناصب فيها بعد وقف القتال
  • تبادل عدد من السجناء وإطلاق سراح البعض الآخر.
  • رفع الحظر الدولي الذي فرضته الولايات المتحدة على عدد من قادة طالبان. 

ويوم الخميس الماضي، أعلنت «طالبان»، في بيان، عن تعيين الملا عبدالغني برادر رئيساً جديداً لمكتب السياسي للحركة في العاصمة القطرية الدوحة، عوضاً عن كبير مفاوضي «طالبان» السابق، شير عباس ستانكزاي، الذي ترأس المكتب منذ العام 2015. وأشار البيان إلى أن التعيين جاء من أجل تفعيل العملية التفاوضية بين الحركة وواشنطن. 

من هو الملا عبدالغني برادر؟ 

هو القيادي الثاني في حركة طالبان، وكان أحد أربعة رجال أسسوا الحركة وأشرف على تدريب وتموين عناصرها بعد الإطاحة بحكمها 2001. 

ولد الملا برادر عام 1968 بقرية «ويتماك» التابعة لولاية أوروزغان الأفغانية، ورغم حداثة سنه فقد شارك مع «المجاهدين الأفغان» في الحرب ضد الاتحاد السوفياتي في سبعينيات القرن الماضي، حيث تعرف على الملا محمد عمر. 

وبعد سيطرة طالبان على أفغانستان عام 1996 أصبح الملا برادر قائداً للحركة في غرب البلاد، ثم تولى قيادتها بمنطقة كابول حيث شن حملة على زعماء الحرب في شمال البلاد. 

واعتُبر على نطاق واسع المهندس الفعلي لسياسة الحركة العسكرية، حيث أعد مقاتليها لحرب العصابات الطويلة الأمد لمواجهة التفوق العسكري للقوات الأجنبية في أفغانستان. 

إضافة إلى إشرافه على التنظيم العسكري والمالي لحركة طالبان، أشرف على مجلس شورى الحركة المعروف باسم مجلس شورى كويتا، نسبة إلى مدينة كويتا الباكستانية التي تعد أبرز ملاذ لقادة حركة طالبان. 

اعتقلته السلطات الباكستانية عام 2010، في عملية شكلت ضربة قوية للحركة كما رأى محللون حينذاك، وأفرج عنه في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد لقاء أول في الدوحة مع خليل زاد، لم تؤكده واشنطن. 

وقال المحلل العسكري الأفغاني عتيق الله أمرخيل إن برادر «شخصية لها وزن ثقيل» في طالبان، معتبراً أنه يمكن أن يؤثر على الملا محمد رسول الذي يتزعم فصيلاً منشقاً عن طالبان، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. 

وبحسب أمر خليل فإن «تعيين برادر يمكن أن يوحد حركة طالبان»، معتبراً أن هناك «أسباباً تجعلنا نأمل في أن يلعب برادر دوراً أساسياً في إعادة السلام إلى أفغانستان». 

عربي بوست

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى