تحت المجهر

الحريري ينفي ما أُشيع عن تفاهمات بين واشنطن وطهران أنتجت تكليف حسان دياب تشكيل حكومة جديدة

المصدر: ايندبندنت عربية

على الرغم من “الهدوء النسبي” الذي يرافق أجواء الاحتفال بعيد الميلاد في لبنان، لم تهدأ الأجواء بين رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري وتياره ومناصريه من جهة، والتيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل من جهة أخرى.

فمع اشتداد العاصفة التي تضرب لبنان، اشتدت العاصفة بين الفريقين. ولم تقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي، بل تداخل فيها “التوتر الشعبي” مع السجال السياسي وتبادل الردود والبيانات والتصريحات. ما يجعل كثيرين يعتقدون أن التسوية بين الحريري وباسيل التي كان من نتائجها انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية قد انتهت، أو عُلٍّقت.

يترافق ذلك مع أجواء تنفي ما أُشيع عن تفاهمات بين واشنطن وطهران، أنتجت “الانقلاب المُقَنَّع” في بيروت وتكليف حسان دياب تشكيل حكومة جديدة وزيارةُ الهادئة لمساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل.

ويتردد في بيروت أن زيارة هيل لم تحمل أي تبدل في المقاربة الأميركية لما يجري في لبنان والمنطقة. وتؤكد المصادر أن مهمة هيل في بيروت اقتصرت على “العموميات” الأقرب إلى “ربْط نزاعٍ”، مع استمرار إدارة الرئيس دونالد ترمب بالعقوبات على “حزب الله”، وترقب الصراع الطاحن في بغداد بشأن هوية الرئيس العتيد للحكومة.

اللافت أن المعركة بين تياري المستقبل والوطني الحر تدور فيما يتجنب حزب الله، حليف الوطني الحر والذي سعى إلى تكليف الحريري رئاسة الحكومة، أن توسم حكومة دياب بحكومة حزب الله. فهذا الأمر محرج له وللحكومة التي ستواجه ظروفاً اقتصادية واجتماعية ومالية وانكماشاً دولياً تجاهها.

وتتردد في الأوساط السياسية أن رئيس مجلس النواب أسدى إلى دياب، خلال اللقاء ‏الذي ضمهما مع رئيس الجمهورية ميشال عون، “نصيحة” بأن يسعى إلى إشراك الحراك الشعبي والقوى السياسية التي لم تسمّه، وهي تيار المستقبل وحزبا القوات اللبنانية و‏التقدمي الاشتراكي، في الحكومة.‏

وتتساءل المصادر عما إذا كان التوتر بين الحريري والتيار العوني يسهم في التسريع بتشكيل الحكومة أو يخدم القوى السياسية، ومنها الحريري وباسيل، في جذب جمهورها إليها وشد العصب المذهبي.

وسط ذلك، تتصاعد وتيرة الغضب السنّي تجاه تكليف دياب تشكيل الحكومة. وقد عبّر الشارع التابع لتيار المستقبل عن رفضه الطريقة التي كُلّف بها والتي، وفق آراء في هذا الفريق، “تجاوزت الميثاقية والتفاف دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين حول حصرية تكليف الحريري انطلاقاً من حيثيته السياسية والتمثيلية داخل الطائفة السنّية”.

الحريري وفرنجية معاً

بدأ التوتر بين المستقبل والوطني الحر، في الأيام القليلة الماضية، مع اتهام الحريري بأنه أطلق جمهوره إلى الشوارع للاعتراض على تكليف دياب رئاسة الحكومة وإبعاد الحريري، على الرغم من إعلان الأخير أنه لا يسعى إلى العودة إلى السرايا الحكومية.

وتجدد التوتر مع قول الحريري، في دردشة مع إعلاميين، إن “الحكومة المقبلة ستكون حكومة الوزير جبران باسيل”، مضيفاً “لن أترأس أي حكومة يكون فيها باسيل… يروح يدبر حالو، إلا إذا اعتدل هو ورئيس الجمهورية”.

تابع “لا يمكن أن أعمل مع من يهاجمني على الدوام ويربحني جميلة، ولم ألتق الرئيس المكلف قبل يوم واحد من تكليفه، كما أشيع، إنما قبل أسبوع في اطار المشاورات التي كنت أجريها”.

وفيما نُقل عن الحريري قوله إن “الرئيس بري يعلم أنني لا ألعب بالنار، إنما تعودت على إطفائها، ولست نادماً على الاطلاق”، جزم أنه “لا أقبل بشيطنة السنة واتهامهم بسرقة البلد، ولم أسم الرئيس المكلف، ولا تغطية له، ولا ثقة إذا اقتضى الأمر”.

وقد تلقى الحريري دعماً من الوزير السابق سليمان فرنجية، الذي غرد عبر “تويتر”، بالآتي: “حتى الآن طبخة الحكومة تظهر أنها حكومة ظاهرها مستقل وباطنها مرتبط بباسيل… حكومة تضم مستقلين تاريخهم تسويات مع أصحاب النفوذ والسلطة وسياسيين مشهود لهم بالتقلب. إلا إذا الله ألهم الرئيس المكلف”.

يُذكر أن الحريري سعى إلى انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، لكنه عاد وتراجع عن ذلك بعدما اتفق مع عون.

الرد العوني

في المقابل، رد الوزير سليم جريصاتي، المقرب من رئيس الجمهورية، على ما أدلى به الحريري، فغرّد “عذراً مجدداً دولة الرئيس نحن قوم نستذكر الفضل والحسنى في ليلة الميلاد ولا نجحد أو ننسى أو نهذي. العهد لا يرمى منك إلا بالورد وأنت الأعلم بما صدر عنك وعانى منك. أما أتباعك ممن اصطفيت فهم حاقدون ولا يرتوون من سم الكراهية، فتخلص من أدرانهم القاتلة قبل أن تفتك باعتدالك، ورجاحة فكرك.. فلا تقع في الهذيان”.

وانضم إلى جريصاتي عدد من نواب تكتل لبنان القوى، منهم النائب سيزار أبي خليل، الذي كتب عبر حسابه على تويتر، “لا ينفع البلد الحرد السياسي والمراهقة ولا تدار شؤون الناس بالانفعالية إنما بالعمل الجدي والدؤوب وتعاون الجميع للنهوض من الازمة الحالية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى