تحت المجهر

باسيل و”توتر” المنصورية: هكذا صار الأبيض اسود

“اعتصموا معنا وقالوا انها تسبب امراضاً سرطانية، واليوم لانهم باتوا في السلطة وقفوا ضدنا”. هذا ما يقوله اليوم اهالي المنصورية مع بدء مد خطوط التوتر العالي في المنطقة من قبل وزارة الطاقة التي اوعزت للقوى الامنية بقمع اي عملية احتجاجية، موجهين اصابع الاتهام الى الوزير جبران باسيل، متسائلين عن الصفقة وراء عدم السماح بطمر هذه الخطوط تحت الارض بدل مدها هوائياً.

ويقول جاك وهو احد المتضررين في المنطقة ان العمال يبدأون عند الثانية فجرا بالعمل بمواكبة القوى الامنية التي تقمع اي عملية احتجاج، لافتا الى ان المشروع الماروني وحده يضم 220 شقة سكنية جميعها سيطالها الضرر.
من جهته يلفت فادي بانه عندما كان “تيار المستقبل” يريد مد التوتر العالي وقف نواب “تكتل التغيير والاصلاح” الى جانب الاهالي واعتصموا احتجاجا على ذلك، فيما اليوم صدر قرار المد عن وزير “التيار الوطني الحر” سيزار ابي خليل، فلما هذه الازدواجية في المواقف، معتبرا ان “رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل كل يوم برأي، فهو قال يوما ما ان صحة المواطن فوق كل اعتبار، واليوم يقول ان خطوط التوتر يجب ان تمر فوق المنطقة بغض النظر عن رأي الاهالي، فيما طالعنا سابقا بفتوى عجيبة غريبة تقضي بشراء الشقق في المباني الملاصقة لخطوط التوتر العالي وكأنه يرغب في تهجير ابناء المنطقة”.

اما انطوان فيعتبر ان الوزارة اختارت التوقيت عمدا قبل انطلاق المدارس كي لا يتم تنظيم وقفات احتجاجية من قبل طلاب المدارس المتضررة لافتا الى ان من يحكم البلد اليوم هو جبران باسيل صاحب المواقف المتناقضة.
وبشير انطوان الى ان باسيل كان يؤكد انه لا يمكن لاحد ان يتحمل اي ضرر يلحق بالناس الا انه عاد وتراجع معلنا أن لا كهرباء في لبنان 24/24 إلا إذا استكملت هذه الوصلة، محملاً أهالي منطقة المنصورية مسؤولية حرمان لبنان من الكهرباء، ليعود فيؤكد ان صحة المواطن هي الأساس. ويقول ان كلفة أي مشروع تبقى قليلة جدا أمام صحة اي طفل أو أي إنسان، لأن موضوع صحة الناس لا يمكن التلاعب بها أو الإستخفاف بها”، الا انه عاد وانقلب على موقفه مؤكدا مجددا ان لا كهرباء في لبنان 24/24 إلا إذا استكملت هذه الوصلة، محملاً أهالي منطقة المنصورية مسؤولية حرمان لبنان من الكهرباء، ليعود فيعلن ضرورة وقف عرقلة خط التوتر في المنصورية ما دفع الاهالي يومها الى اصدار بيان جاء فيه: “نعيد ونكرر أن كلام معاليه مغالط للحقيقة وهو لا ينفك عن إلقاء إتهامات باطلة في حق الأهالي لا هدف منها إلا تبرير فشـله بتأمين الكهرباء 24/24 على جميع الأراضي اللبنانية “.

ويتحدث ابراهيم من جهته عن ان الاهالي لم يمنعوا مرور الخط في المنطقة بل طالبوا بأن يكون تحت الارض حفاظا على صحتهم “لانه في كل بلدان العالم لا يجوز ان يمر خط التوتر العالي حتى فوق رؤوس المواشي فكيف فوق رؤوس البشر”، موضحا انهم يتلطون وراء ان الكلفة اعلى فيما انها وحسب خبراء لا تختلف الا بنسبة ضئيلة متسائلا اين اختفت ال 70 مليون دولار؟”.

اما فادي فيعتبر ان مد هذه الخطوط مضرة بالانسان ويؤدي حسب دراسات الى اصابات باللوكيميا وان مخاطر التوتر العالي مرتفعة، وقال: “ماذا جرى وكيف يريد الوزير باسيل اقناعنا ان لا ضرر منها فيما كان هو على رأس التظاهرات ضدها عندما كان تيار منافس له في الوزارة يريد مدها؟ ولماذا لا يعرض لنا تقارير علمية تثبت انها غير خطيرة؟”.

هل هو انفصام ام عدم ثبات على موقف ام ان وراء الاكمة ما وراءها؟ ولماذا هذا التناقض في المواقف؟ يتساءل الاهالي مرددين كيف يقول نائب في التيار الوطني الحر انه الى جانبنا (ابراهيم كنعان) فيما وزير في التيار (سيزار ابي خليل) ذاته هو من اصدر الامر بمد الكابلات رغم انف الاهالي؟

المصدر : حسنا سعادة – موقع المرده

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى