تحت المجهر

بيننا وبين سريلانكا الف صبح ومساء

لكنه المسيح يأتي حيث تخضرّ الدماء
يحمل للفقراء رغيفا من صلاة .. لو كانوا يعلمون أنه الأخير.؟!

تركوا في الباب خوفهم وكراهيتهم ..
ودخلوا يشعلون إيمانهم نورا في كنائس جمعوا أجزاءها بجوعهم وصبرهم في الخدمة في بيوت البشرية جمعاء..
كنسوا نصف اراضي هذا الكوكب..
وغسلوا نصف ملابس سكانه..
ونظفوا نصف بيوته وطبخوا وجلوا واطعموا نصف شعبه المرفه بكل صبر وتحمل..
كنائس ما كانت لولا أكف سيدات أكلتها مساحيق التنظيف الكيميائية في بيوت الأسياد ..
ولا كانت لولا اكف شباب يخدموننا بصمت في محطات البنزين والمطاعم والبيوت والشوارع و ..
نعم تلك الكنائس التي اشعلها كفار الشر بمن فيها، ما كانت لولا مساكين رآهم كثيرون منا ينامون في مطارات العالم لايام بانتظار رحلاتهم ،..
وكم منهم رأينا يبيتون على الأرصفة و تحت الادراج وفي حاويات معدنية في صحارى الخليج والعالم ..
يحتملون جوعهم و عرقهم ووسخهم بالعشرات في غرفة واحدة ولأيام..
وطعامهم بقايا مما كدنا نرميه في الزبالة .. نعم الزبالة وليس النفايات، فما نفع تنميق الكلام امام مشهد كنائس تشتعل بمن فيها من المؤمنين ؟
رأيناهم يغادرون اسرهم وببوتهم الصفائحية وأحبتهم بحقائب فارغة لا ملابس ولا عطور فيها ، كل ما فيها امل بأن يتمكنوا من ارسال ما يسد رمق أفواه جائعة خلفوها وراءهم.
يحبسون بين اجفانهم دموعهم، وفي قلوبهم غصة العوز وفي حناجرهم ٱهات الفراق.. ويعملون بصمت لأجل معاش ندفعه نحن ثمن عزومة لفطور أو غداء.. أو ثمن حذاء لولدنا المدلل ..
يعتاشون على رغيف ناشف لأيام، ليرسلوا بعد أشهر مبلغا لا يوازي ما ننفقه على أجسادنا من عطور .. وإلى جانب ذلك المبلغ رسالة فيها وصية ان يتبرع ذووهم ببعض من ذلك المال لأجل إعمار كنيسة .. يقتطعونه منه بجوعهم ومرضهم..
تحت تلك الأسقف المليئة بحكايا الموجعين قضى أحبة المسيح بصمت ..
كما قضى المسيح على صليبه بصمت ..
لم يتسن لهم أن يدمعوا ، او يحاولوا الفرار .. كل ما فعلوه أنهم ماتوا مؤمنين .. مؤمنين بلقاء يسوع والبقاء إلى جانبه في عالم السلام بلا قتل .
فشكرا لارهابي صلي لربه ركعتي شكر على نجاح مهمته في قتل أولئك المؤمنين العزل ..
وشكرا لمن أفتى له أن للجنة باب في سريلنكا يطل عليها من اسقف الكنائس المتهاوية ..
وشكرا لمن ساعده على جعل الوجع بهذا القدر من الحقد والكراهية ..
وأرجو لهؤلاء ألا يؤرقوا العالم بنشر صور الضحايا في بورما على مواقع التواصل ..
فالشاكي من الموت والظلم لا يتلذذ بفعله ..
وللراقدين بجوعهم بين ركام الكنائس أقول:
ليتني كنت بينكم وما شعرت بهذا الوجع المخزي .
فهنيئا لكم موتكم مؤمنين مظلومين.
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى