تحت المجهر

لماذا كان قرار حزب الله متشددا تجاه النائب نواف الموسوي؟

تقول مصادر مطلعة في حزب الله أن الموسوي كان محسوباً على المسؤول العسكري السابق مصطفى بدر الدين الذي اغتيل في سوريا منذ اكثر من سنتين، بل أنه -بحسب التوصيف- كان “طفله المدلل”، وهذا ما اعطاه الثقة والجرأة في قول وفعل ما يريد دون اكتراث لأي مساءلة، خصوصا أن بدر الدين كان يشكّل غطاءً له ولآخرين من مسؤولي الحزب، وما كان أحد ليجرؤ على محاسبتهم قبل اغتياله.

وفي الفترة الاخيرة تكررت هفوات الموسوي بدءاً من الهجوم التويتري الذي شنه على المخرجة اللبنانية نادين لبكي في اطار دعمه لموقف الاعلامية في قناة المنار “منار صباغ”، (ويومها تم منعه والاعلامية المذكورة من التغريد لفترة محددة)، وصولاً الى الفيديو الذي ظهر فيه راقصاً وبقربه بعض الفتيات في احدى الاحتفالات الخاصة بالمقاومة الفلسطينية، وما بينهما بعض التصريحات المتشنجة خلال جلسات مجلس النواب أو على بعض المنابر في بلدات الجنوب، وهو ما أحرج الحزب الذي يسعى دائما لاعتماد مبدأ التقية في التعبير عن مواقفه من بعض القضايا السياسية، فيما كان الموسوي يقولها دون مواربة أو مسايرة.

وكان الحزب قد وجّه له خلال الاشهر الماضية عددا من التنبيهات والانذارات بسبب تصرفاته غير المنضبطة، خصوصا بعدما فقد غطاءه الحزبي باغتيال مصطفى بدر الدين.وقبيل جلسات الثقة الاخيرة في المجلس النيابي أكدت قيادة الحزب على نوابها اعتماد خطاب معتدل من ضمن استراتيجيتها الجديدة القائمة على ترسيخ التقارب مع كافة الاطراف السياسية بما فيها القوات اللبنانية والكتائب، والتركيز على اداء الحكومة ومحاسبتها، خصوصا ان الحزب يمرّ منذ أشهر بضائقة مالية كبيرة وبات عاجزا عن تقديم كثير من الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية لبيئته التي ارتفع صوتها مؤخرا، وهو يسعى من خلال الدولة الى التعويض عن تقصيره وقصوره.

وتقول المصادر أنه تم تنبيه الموسوي بالتحديد الى عدم اطلاق اي خطاب قبل التنسيق مع رئيس الكتلة محمد رعد نظرا لسوابقه السيئة في هذا الاطار، الا أنه خالف التوجيهات وقال ما قال تجاه بشير الجميل، والأسوأ بالنسبة الى حزب الله هو تصريحه حول وصول ميشال عون الى منصب الرئاسة ببندقية المقاومة مما ازعج عون الذي سجل اعتراضه لدى قيادة الحزب، كما ان كلامه أكد لخصوم الحزب في الداخل والخارج ما كانوا يقولونه حول دور السلاح في فرض المعادلات اللبنانية، وقد اضطر التنظيم للاعتذار عما فعله نائبه في خطوة نادرة رمت الى تطويق تداعيات الازمة، ولكن الامر لم ينتهِ عند هذا الحد بل تم اتخاذ اجراءات قاسية بحقه خلال جلسة لمجلس شورى القرار.

ومنذ أيام سأل احدهم السيد هاشم صفي الدين خلال جلسة ثقافية في مجمع المجتبى عن رأيه بما قاله الموسوي فكان جوابه حرفياً “السيد نواف طعجنا طعج” ولهذا كان قرار الحزب في معاقبة الموسوي حاسما ويقال انه اقسى مما تم نشره في الاعلام.

المصدر : لبنان الجديد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى