تحت المجهر

ليلة التسوية برعاية وفيق صفا

كتب سعيد بركات في “الشفافية نيوز”:

خلافًا لما أعلنه قبل أشهر، لم يكن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري على حياد تام كما رُوّج له، بحيث شارك من خلف الكواليس وعبر ماكينته الانتخابية بالاستحقاق النيابي، الذي كاد يسرق منه زعامة بيروت، ليل الأحد الفائت.

والأمر بدا واضحًا في سير العملية الانتخابية لبيروت الثانية، بحيث عمل الحريري عبر ماكينته الانتخابية وبالتنسيق مع ماكينة الثنائي الشيعي من جهة، وماكينة لائحة هيدي بيروت لنبيل بدر، على تحجيم من اعتبرهم الحريري خصومًا له.

إذ، وبحسب المعلومات، عمل الحريري على تشتيت أصوات السنة وتجييرهم بشكل متقطّع للمجتمع المدني، وهو ما أدى إلى فوز إبراهيم منيمنة الذي لا يُشكّل خطرًا بنظر الحريري على زعامته وتياره في بيروت، لعدم إمكانية منيمنة من التوسّع في قلب المدينة.
كما لفتت المعلومات لـ”الشفافية نيوز”، إلى أنه “تم أيضًا تجيير أصوات للائحة الجماعة الإسلامية ونبيل بدر لخلق التوازن المُراد منه تحجيم الفائزين في هذه المدينة وقطع الطريق امام أي إمكانية في توسيع دائرة نفوذهم”.

وانطلاقًا من هذه العملية، حمى الحريري نفسه ومكانته في بيروت، من خلال نسف الاحتمالات كافة التي كانت تشير إلى إمكانية سرقة زعامة السنّة منه، خاصة في ظلّ وجود لائحة النائب فؤاد مخزومي التي كانت قد أخذت حيثيّة شعبية سنيّة كبيرة في المنطقة خلال الأشهر الماضية، كما لائحة الرئيس الأسبق فؤاد السنيورة، وفق المعلومات.

وتشير إلى أن “الدعم السعودي والخليجي، التي حصلت عليه كل من لائحة المخزومي والسنيورة، هي التي دفعت بالحريري لوضع خطة متينة بالتعاون مع حزب الله ونبيل بدر الذي كان بمثابة حصان طروادة للحزب”.

إذ، يُذكر أن موقع “الشفافية نيوز” كشف سابقًا عن اجتماعات بدر السرية التي عقدها مع قياديي حركة أمل وحزب الله، لتأمين الاستقرار النوعيّ لحالة القلق التي يعيشها الحزب من خسارة قدرته في السيطرة على بيروت وضواحيها، تحت عنوان ” نبيل بدر.. “حصان طروادة” الحزب! “.

وتتابع: أيضًا، كان هناك تواصل تامّ ويوميّ بين الحريري والرئيس نبيه بري، الذي كان يعتبر أن معركة ملحم خلف هي معركته الشخصية، وهو ما أجبر الحريري على عدم المساس بهذه المسألة، حيث أبدى حرصه التام إزاء هذه القضية، منعا لحدوث أي إشكال بينه وبري.

بالإضافة إلى ذلك، نجح الرباعي، الثنائي الشيعي وبدر ومعهم الحريري، في خلق نزاعات نوعية تفصيلية، بين لائحتي الفؤادين مع لائحة المجتمع المدني”.

وهذا ليس كل شيء، تقول المعلومات، حيث كانت حظوظ لائحة المخزومي تؤكد على إمكانية الحصول على الحاصل الثاني، الذي يؤمن فوز زينة منذر عن مقعد الدروز في بيروت الثانية، وسقوط إدغار طرابلسي وسرقة المقعد الإنجيلي من التيار الوطني الحرّ، إلا أنه وبعدما كشف رئيس حزب التقدمي الاشتراكي محاولات التزوير التي كانت تحصل خلال سير العملية الانتخابية وفرز الأصوات، قلبت الموازين كافة.

إذ، تكشف المعلومات أن “جنبلاط كان يتحضّر ليل الأحد لمهاجمة الحريري ومن خلفه، لفضحهم أمام الرأي العام اللبناني والدولي، فأتت الاوامر بإرسال وفيق صفا إلى كليمنصو للتفاوض معه وتقديم الضمانات بفوز مرشّحه فيصل الصايغ في بيروت الثانية مقابل إسقاط زينة منذر، مقابل سكوت زعيم المختارة”.

وتلفت إلى ان “النتيجة كانت، كما خُطط لها، سقوط زينة منذر مقابل فوز فيصل الصايغ وأخذ المقعد الإنجيلي لصالح التيار الوطني الحرّ الذي فاز به إدغار طرابلسي، في الوقت الذي كانت النتائج تؤكد عدم إمكانيته بذلك”.
وتختم: إنها التسوية الكبرى التي عقدها أحزاب السلطة ليل الاحد الفائت، لضمانة بقاء سيطرة حزب الله على بيروت، من خلال زعامة الحريري لهذه الدائرة، التي كانت تحلم بالتحرر من الوصاية الإيرانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى