تحت المجهر

لبنان يوقع مع شركة بفايزر للحصول على 2.1 مليون جرعة لقاح

وكالة أنباء Associated Press
ترجمة صوفي شماس
أبرم لبنان صفقة مع شركة بفايزر يوم الأحد للحصول على 2.1 مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا وسط زيادة في الإصابات أنهكت نظام الرعاية الصحية في البلاد. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الجرعات ستصل إلى لبنان ابتداء من أوائل شباط، وأضافت أن لقاحات بفايزر ستستكمل بـ2.7 مليون جرعة أخرى من البرنامج الذي تقوده الأمم المتحدة لتوفير اللقاح للبلدان المحتاجة.

وقال مشرع في وقت سابق لوكالة أسوشييتد برس إن تكلفة جرعة بفايزر قيد التفاوض تبلغ 18 دولارا، وهو سعر يأخذ في الاعتبار المشاكل الاقتصادية في لبنان ، ويتوقع أن يغطي 20٪ من السكان مجانا، كما سيغطي قرض من البنك الدولي معظم التكلفة.
من جهة أخرى أعلنت وزارة الصحة أنه يجري التفاوض بشأن مليوني جرعة أخرى بالتنسيق مع القطاع الخاص اللبناني وشركات الأدوية العالمية الأخرى التي طورت اللقاحات. وقد سُميت أوكسفورد-أسترازينكا وسينوفارم الصينية كمصادر دولية.
شهد لبنان، البلد الذي يبلغ تعداد سكانه أكثر من 6 ملايين نسمة، بما في ذلك مليون لاجئ على الأقل، ارتفاعًا هائلاً في الإصابات منذ أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وأنهك هذا الارتفاع المستشفيات ونظام الرعاية الصحية.
خلال موسم الأعياد، تم تخفيف القيود المفروضة منذ أشهر لمكافحة الفيروس لتشجيع الإنفاق من قبل حوالي 80 ألف مغترب عادوا إلى ديارهم للاحتفال بالأعياد. ضرب الوباء لبنان في وقت يعاني فيه من أزمة اقتصادية ومالية خانقة، أدّت إلى تدهور عملة البلاد، ووضعت البنوك ضوابط غير رسمية على عمليات السحب وأغلقت الشركات في جميع أنحاء البلاد.
مع ارتفاع عدد الإصابات وامتلاء أسرة العناية المركزة، فرضت السلطات أشد إغلاق صارم حتى الآن بدءا من الخميس الماضي، على أمل أن القيود المفروضة حتى أوائل شباط يمكن أن تساعد في احتواء الارتفاع.
في الأسابيع الأخيرة، تم تسجيل ما بين 4 و5 آلاف إصابة يوميا وارتفاعا في عدد الوفيات اليومية، وتخطت الأرقام التي كانت تبلغ حوالي الألف إصابة منذ تشرين الثاني. ففي أول 11 يوما من شهر كانون الثاني وحده، قال الصليب الأحمر اللبناني إنه نقل أكثر من 1200 مريض مصاب بفيروس كورونا إلى المستشفيات، وسجل لبنان حتى الآن 249 ألف و158 إصابة ونحو ألف و866 حالة وفاة.

أعرب الكثيرون عن قلقهم من أنه تم اتخاذ الإجراءات بعد فوات الأوان – فقد بلغ العديد من المستشفيات بالفعل أقصى طاقته من مرضى فيروس كورونا، ونفد بعضها من الأسرة وخزانات الأكسجين وأجهزة التنفس الصناعي بينما أوقف البعض الآخر العمليات الجراحية الاختيارية. كما أن هناك دعوات لتمديد الإغلاق إلى ما بعد عيد الحب في 14 شباط – عطلة أخرى يتم الاحتفال بها على نطاق واسع في لبنان.
بعد التأخيرات البيروقراطية، تعلق البلاد الآن الآمال على اللقاحات، إذ وافق البرلمان يوم الجمعة على القانون الذي سمح بتوقيع الصفقة النهائية مع شركة بفايزر، والذي يوفر ضمانات لشركات الأدوية للتداول الطارئ للقاح، ويمتلك لبنان ما لا يقل عن 12 ثلاجة لتخزين اللقاح.
كانت إسرائيل ودول الخليج الأولى في الشرق الأوسط في تأمين اللقاحات والبدء بتلقيح سكانها، بينما أعلنت إيران، التي تكافح أسوأ تفشٍ في المنطقة، أنها تحظر استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية، وأنها بدأت في كانون الأول مرحلة الاختبار البشري للقاح محلي الصنع.
تنتظر سوريا المجاورة، التي تمزقها الصراعات المستمرة منذ عشر سنوات، الحصول على اللقاحات من خلال البرنامج الذي تقوده الأمم المتحدة، لكن الرئيس بشار الأسد قال إنه سيناقش مع حليفته روسيا الحصول على اللقاح الذي تم تطويره هناك. من جهة أخرى، قال العراق إنه سيؤمن لقاحات شركة بفايزر بحلول أوائل هذا العام، لكنه لم يصدر أي معلومات أخرى، بما في ذلك خطط التلقيح. وأعلنت السلطات الصحية في مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، في وقت سابق من هذا الشهر، أنه تمت الموافقة على اللقاح الصيني للاستخدام الطارئ، وسيبدأ التطعيم في غضون أسبوعين، كما أنها تتفاوض مع شركتي بفايزر وأوكسفورد-أسترازينكا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى