تحت المجهر

لبنان .. عون يمثل نصر الله في بعبدا

‏السؤال الذي يطل برأسه الآن مفاده : ما هو المعنى الحقيقي لأي حوار سياسي في لبنان مع أطراف تابعة لأجندة خارجية؟ ما هي فائدة من أي حوار يزعم الداعمون له كما صاحب الدعوة أنه وطني وعابر للطوائف ولكنه سيسخّر حتماً لخدمة غايات طائفية؟

‏ما قيمة أي حوار إذا كان مجرد غطاء هشّ لسياسة كيدية مكشوفة ومجرّبة من قبل ومستمرة حتى الآن ؟

كل تلك الأسئلة يرد عليها أي لبناني عاقل بجواب واحد ، ‏بعيد اإسحاب الجيش السوري من لبنان مرغماً عام ٢٠٠٥ ، وإنتقال البحث عن حلّ الميليشيات ونزع سلاحها ، إبتدع نبيه بري أكذوبة الحوار ، من أجل تشتيت المواقف الداخلية ، وعدم إستعادة الدولة لسيادتها ، لقد نجح بري وقتها في إستدراج السياديين إلى حوار أفرغ القرار ١٥٥٩ من مضمونه ، وأوصل البلد إلى حرب تموز ٢٠٠٦ ، والآن التاريخ يعيد نفسه من خلال تصريحات العهد العوني

‏وبما أن زعيم ميلشيا حزب الله حسن نصرالله يقول : إن أميركا تمنع شحن الدولار إلى لبنان بغية منع تمويل حزبه ، وأن قانون قيصر هو لمعاقبة نظام بشار الأسد في سوريا وحلفائه في لبنان ، لأنهم إنتصروا على المؤامرة الكونية بحسب زعم نصر الله ، فإن خلاصة حديثه عن عدم ربط سلاحه غير الشرعي بالأزمة الإقتصادية والمالية في لبنان مجرد هروب وكلام لاقيمة له

والكل يعلم ‏بأن تهريب السلاح لميليشيا حزب الله وحروب الوكالة التي يقوم بها الحزب في ⁧‫سوريا‬⁩ والعراق واليمن بأمر من إيران‬⁩ ، كلها مفردات واضحة في سطور العقوبات الدولية ، فقرارات البلد المصيرية يستفرد بها ⁧‫حزب الله‬⁩ ويستفرد معها بمصير ⁧‫لبنان‬⁩ ، وضبط المعابر الحدودية أمر يحرم على الجيش أو القوى الأمنية التعامل معه لأن عناصر حزب الله هم أصحاب الكلمة الفصل هناك ، والتكسير والفتن الطائفية أمور يقررها نصر الله شخصياً

ولكي تتحمل الدولة مسؤوليتها وتترك السلطة منطق الإستخفاف بعقول اللبنانيين يجب إقتلاع ميشيل عون ونبيه بري من جذور الفساد والنهب في السلطة ، ومحاكمة كل من يعمل معهما لأنهما يعكسان مدى قدرة نصر الله على إدارة الحكم وهو في جحره الذي لا نعلم هل هو في إيران أم لبنان أم سوريا ؟

‏وإذا كان قانون قانون قيصر‬⁩ يهدف إلى محاسبة وردع نظام قمعي مجرم كنظام الأسد ، الذي قتل شعبه وهجّر من تبقى منهم ، كما سبق ونكّل باللبنانيين فإن تداعيات هذا القانون على لبنان ستكون وخيمة في ظل حكومة فاشلة وغير موثوق بها وتابعة للميليشيات ، والمطلوب في هذا التوقيت الدقيق حكومة إنقاذية ، وتحظى كذلك بالثقة كي تتمكن من التقليل من تداعيات قيصر على لبنان وشعبه

إذ لايحق لفريق من اللبنانيين أن يقرر عن كل اللبنانيين وأن يأخذ لبنان ومواطنيه نحو ما يريد متى يريد أسياده في طهران ، وهناك في مجلس الوزراء أو مجلس النواب يعلم الجميع بأن سلاح حزب الله هو الذي يقرر ، لأن شعب ليس بحالة حرب مع أمريكا والغرب والمجتمع الدولي ، إن السلطة الحامية لحزب الله هي من تحارب الدول وعليها أن تسقط ، حتى يتاح للبنان أن يفكر بحلول الخروج من أزماته.

المصدر: راديو صوت بيروت إنترناشونال
الكاتب: عبد الجليل السعيد
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى